من حمزة الخطيب إلى حمزة الحسن… صورتان متباينتان بين جمهور الثورة وموالين النظام البائد
من حمزة الخطيب إلى حمزة الحسن… صورتان متباينتان بين جمهور الثورة وموالين النظام البائد
● أخبار سورية ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥

من حمزة الخطيب إلى حمزة الحسن… صورتان متباينتان بين جمهور الثورة وموالين النظام البائد

أعادت قضية الطفل حمزة الحسن، الذي تعرّض مؤخراً لاعتداء ليلي على يد مجهولين، إلى الأذهان مأساة الطفل حمزة الخطيب، الذي قضى تحت التعذيب الوحشي على يد أجهزة نظام الأسد البائد في بدايات الثورة السورية. وبين الحالتين، يتجلى الفارق العميق بين جمهور الثورة، ومؤيدي النظام الذين دافعوا عن جرائمه دون تردد.

حمزة الخطيب… شهيد الطفولة وصمت المؤيدين
في العام الأول من الثورة، خُطف الطفل حمزة الخطيب من بلدة الجيزة، وتعرض لأبشع أصناف التعذيب داخل معتقلات النظام، حتى أُعيد جثمانه إلى عائلته حاملاً آثاراً مروعة على جسده الغض. رغم ذلك، تجاهل موالو الأسد تلك الجريمة، ولم يظهروا أي تعاطف، بل استمروا في دعمهم للقبضة الأمنية الدموية، متغاضين عن المعاناة النفسية التي عاشها والدا الطفل، متواطئين بالصمت أو التبرير.

حمزة الحسن… تعاطف ثوري وتحرك رسمي
في المقابل، أثار الفيديو الذي وثّق الاعتداء على الطفل حمزة الحسن في منطقة دمر بريف دمشق، غضباً واسعاً لدى جمهور الثورة السورية، حيث عبروا عن رفضهم القاطع للطريقة الطائفية التي تعامل بها المعتدون، وأكدوا أن هذه التصرفات لا تمت لمبادئ الثورة بأي صلة، بل تتنافى مع أخلاقها وقيمها.

مطالب بالمحاسبة وتدخل رسمي مباشر
التحرك لم يكن شعبياً فقط، بل شمل أيضاً زيارة رسمية من قبل العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق، الذي التقى عائلة الطفل المعتدى عليه، وأكد متابعة القضية بشكل دقيق ومحاسبة المتورطين، بما يضمن حماية السلم الأهلي ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تهدد وحدة المجتمع.

فرق في المبادئ والاصطفاف الأخلاقي
القضيتان تكشفان بوضوح التباين بين جمهورٍ طالب بالحرية والكرامة لكل السوريين، وآخر دافع عن نظام مجرم، ولو كان الثمن أرواح الأطفال. فبينما تعاملت أجهزة الأسد سابقاً مع الطفولة بالقمع والتعذيب، وألصقت التهم بالأبرياء، يأتي المشهد الحالي ليكشف أن جمهور الثورة ما زال وفياً لقيمه، حريصاً على رفض الظلم، أياً كانت هوية الضحية.

ثوابت الثورة مستمرة
الطريقة التي تفاعل بها الناشطون والمجتمع الثوري مع حمزة الحسن، ومطالبتهم بالعدالة، تمثل امتداداً طبيعياً لقيم الثورة السورية على مدار أربعة عشر عاماً، والتي رُفعت فيها رايات الكرامة والحرية، ودُفع ثمنها من دماء آلاف الأطفال والنساء والرجال، ليبقى الفرق واضحاً بين ثورة تنشد الحياة، ونظام بائد لا يجيد إلا الموت.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ