من الأنقاض إلى الأمل: مواقف ملهمة تعكس إرادة السوريين في العودة وإحياء الوطن
من الأنقاض إلى الأمل: مواقف ملهمة تعكس إرادة السوريين في العودة وإحياء الوطن
● أخبار سورية ٢٦ يوليو ٢٠٢٥

من الأنقاض إلى الأمل: مواقف ملهمة تعكس إرادة السوريين في العودة وإحياء الوطن

لطالما أظهر السوريون قدرة استثنائية على التكيف مع الأزمات وتحمل الظروف القاسية التي خلفتها الحرب في سوريا، من نزوح وقتل وتشريد واعتقال ودمار. ورغم هذه التحديات الهائلة، لم يستسلموا، بل واصلوا حياتهم بإرادة صلبة، متمسكين بالأمل وممارسة حياتهم اليومية بصمود ملهم.

آلاف المواقف المُشرفة
خلال السنوات الماضية، سجّل السوريون آلاف القصص والصور المُشرفة التي تجسّد روح الصمود التي يتحلون بها، سواء في مناطق النزاع، مخيمات اللجوء داخل سوريا، أو بلدان المهجر. هذه المواقف الملهمة، التي تغنّت بها وسائل الإعلام، أصبحت مصدر فخر واعتزاز يتباهى به أبناء سوريا فيما بينهم.

بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، عاد السوريون إلى قراهم ومدنهم التي دمّرها النظام عمداً، محاولاً جعلها غير صالحة للحياة. ورغم الظروف القاسية والعقبات الهائلة، تحدّوا الصعاب بعزيمة لا تُضاهى، فعادوا إلى ديارهم بإصرار ملهم. هذه المواقف المتواصلة من الصمود والعزيمة تصدّرت المشهد، لتصبح حافزاً قوياً يدفع السوريين المغتربين للعودة إلى وطنهم.

الصلاة في جامع مُدمر
في هذا السياق، نشر ناشط سوري صورة مؤثرة لمجموعة من الرجال يؤدون صلاة الجمعة في جامع مدمر، التقطت من الخارج، تُظهر المصلين من بعيد وسط الأنقاض. أُرفقت الصورة بتعليق ملهم: "فليهدموا كل المآذن فوقنا، نحن المآذن فاسمع التهليلا، صلاة الجمعة في مسجد إبراهيم الخليل المدمر، بقرية الأربعين بريف حماة الشمالي.

أطفال ينقلون المياه
وفي مشهد آخر يحمل الرمزية ذاتها بأسلوب مختلف، تجلّى صمود الأطفال في سهل الغاب، حيث يحملون الأواني ويقطعون مسافات طويلة لجلب مياه الشرب، لأن قريتهم تفتقر إلى الماء. يسيرون معاً بسعادة وحب، يحوّلون هذه المهمة الشاقة إلى لحظات لعب ومرح، مظهرين صموداً يعكس روح السوريين.

لم يرَ هؤلاء الأطفال موطنهم الأصلي سابقاً إلا من خلال الصور، وشاركوا أهاليهم، رغم صغر سنهم، شقاء النزوح وأعباءه. ثم عادوا إلى ديارهم مع عائلاتهم، يتشاركون اليوم فرحة العودة ويتحملون تداعياتها بقلوب قوية، دون استسلام أو ضعف.

زوجات تدعم أزواجهن
بحسب عائدين تحدثنا إليهم، لعبت الزوجات دوراً محورياً إلى جانب أزواجهن في رحلة العودة، حيث تحملن مسؤولية تدبير شؤون المنزل رغم شح الموارد في القرى. وتكيّفن مع تغيرات الحياة الجديدة بعد العودة، وساهمن بإرادة قوية في إعادة تنظيم الحياة، بالإضافة إلى دورهن الأساسي في حزم الأمتعة وترتيب الأغراض.

مبادرات تطوعية
إلى جانب ما سبق، برزت المبادرات التطوعية التي نظّمها أبناء القرى والمدن المتضررة من الحرب، حيث جمعوا تبرعات من الأهالي لتنفيذ أنشطة تهدف إلى تحسين واقع الحياة. فقاموا بترميم المساجد، إزالة الأنقاض، تنظيم حملات نظافة، وغيرها من الجهود الخدمية، مقدمين رسالة قوية بأنهم لا يتوقفون أمام العقبات، بل يتعاونون معًا لتجاوزها بعزيمة جماعية.

الصور التي استعرضناها في هذه المادة ليست سوى لمحات من سلسلة طويلة من المواقف المشرفة التي جسّدها السوريون، تعكس إرادتهم الصلبة، حبهم العميق للوطن، وتعلقهم الراسخ بأرضهم. فقد أظهروا، بكل شجاعة وحكمة، قدرة استثنائية على تحمل الظروف القاسية والتغلب عليها، ملهمين الجميع بروح لا تنكسر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ