
مقتل أمير في تنظيم داعـ ـش بعبـ ـوة ناسـ ـفة شمالي درعا
أفاد نشطاء لشبكة شام اليوم الجمعة، العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025، بمقتل ماهر كنهوش الملقب بـ “أبو محمد جباب”، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في بلدة جباب شمالي درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وينحدر كنهوش من البلدة نفسها، وكان قد شغل خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على منطقة حوض اليرموك غربي درعا بين عامي 2016 و2018، منصب أمير الحسبة ضمن ما عُرف حينها بـ”جيش خالد بن الوليد” التابع للتنظيم.
وحسب ما أكد نشطاء لشبكة شام، فإن العديد من عناصر وقيادات تنظيم داعش ما زالوا موجودين في محافظة درعا، ويعيش بعضهم تحت حماية عشائرهم وعائلاتهم. وتواصل بعض هذه العناصر ممارسة نشاطها بشكل سري، وأحيانًا علني، في محاولات لإعادة إحياء التنظيم في الجنوب السوري، ما يُعقّد عمل الأجهزة الأمنية ويحدّ من قدرتها على ملاحقة هذه الخلايا، خوفًا من ردود فعل عشائرية معاكسة.
وبعد انهيار سيطرة التنظيم في الجنوب السوري منتصف عام 2018، وسيطرة نظام الأسد بمساعدة من روسيا على محافظة درعا، اعتقلته مخابرات نظام الأسد في آب/أغسطس من العام نفسه، ليتم الإفراج عنه عام 2019 ضمن حملة إطلاق سراح شملت عدداً من عناصر التنظيم السابقين، ليتولى هؤلاء لاحقا عملية إحياء الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم في المنطقة.
وأشار نشطاء لشبكة شام، أن القيادات في تنظيم داعش التي أفرج عنها نظام الأسد لاحقا، شكلت خلايا مهمتها الأولى اغتيال كل قيادات الجيش الحر في الجنوب السوري، وتنفيذ عمليات قتل واغتيال بحق كل من يقف أو وقف في وجه نظام الأسد حينها.
كما نفذت هذه الخلايات عمليات نهب وسرقات كثيرة بحق المدنيين، وفرضت على العديد من التجار دفع مبالغ مالية مقابل عدم قتلهم أو تدمير تجارتهم.
وفي الشهور الماضية التي سبقت حتى سقوط نظام الأسد، اختفى كنهوش عن الأنظار بشكل شبه تام، قبل أن يُعلن اليوم عن اغتياله بانفجار استهدف سيارته في بلدته جباب.
تأتي عملية اغتيال كنهوش، وسط تصاعد عمليات الاغتيال في ريف درعا خلال الأشهر الأخيرة، والتي طالت شخصيات من خلفيات مختلفة، بينها عناصر سابقون في فصائل المعارضة أو في تنظيم داعش أو حتى اولئك الذين كانوا متحالفين مع نظام الأسد.
ويأتي اغتيال كنهوش في سياق تجدد الإنفلات الأمني في درعا، ما يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذه العمليات، خصوصاً في ظل محاولات الأمن الداخلي تثبيت الأمن وملاحقة المجرمين وعناصر تنظيم داعش وفلول الأسد.