
مقتـ ـدى الصـ ـدر يدين القصف الإسرائيلي ويدعو الشرع لترك التصريحات الطائفية
أصدر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، بيانًا استنكر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، داعيًا الحكومات العربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه التصعيد الإسرائيلي.
وقال الصدر “إننا نتابع بدقة التحركات الصهيونية الاستعمارية واعتداءاتها الإرهابية على الجمهورية السورية الشقيقة. وإننا إذ نشجب ونستنكر القصف الصهيوني"
واستدرك الصدر متمنيا بقوله "على الحكومات العربية عمومًا والحكومة السورية خصوصًا، وبالأخص الرئيس السوري أن يترك التصريحات الطائفية، وأن لا يقف مكتوف اليد إزاء القصف الإسرائيلي وتوغله الاستعماري في الأراضي السورية".
وأشار الصدر إلى أن “ترك التصريحات الطائفية سيعزز من وحدة الصف الإسلامي، وسيكون ذلك بابًا لقوة الموقف الإسلامي والعربي ضد الاعتداءات الصهيوأمريكية في سوريا ولبنان وغزة" حسب زعمه.
وأضاف: “إننا ما زلنا مع الشعوب، وضد الدكتاتوريات والإرهاب الدولي وضد الطائفية، ونتمنى من الجميع التحلي بالحكمة والسير على النهج"
وأضاف " اتمنى أن يبقى الشعبان السوري والعراقي أشقاء تحت راية الممانعة المستقاة من أهل البيت عليهم السلام والصحب الكرام.”
ويبدو أن الصدر، من خلال بيانه، يسعى إلى إبراز موقفه المناهض للوجود الإسرائيلي في سوريا، مع توجيه رسائل تتهم القيادة السورية بالطائفية.
كما يعكس البيان موقفه التقليدي الداعم لمحور “الممانعة” الذي أذاق الشعب السوري الويلات طيلة ال14 سنة الماضية.
ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا، حيث شهد جنوب سوريا خلال الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية والتوغلات البرية، مستهدفًا مواقع عسكرية سورية.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الغارات استهدفت مقرات قيادة ومخازن أسلحة في الجنوب السوري، مبررًا ذلك بأن “وجود وسائل قتالية في المنطقة يمثل تهديدًا لإسرائيل”. وتركزت الضربات على تل الحارة بريف درعا الشمالي، ومواقع عسكرية قرب إزرع والكسوة بريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عنصرين من الجيش السوري.
بالتوازي، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية باتجاه قرية البكار بريف درعا الغربي، بينما دخلت وحدات مدرعة قرى في ريف القنيطرة الشمالي، أبرزها عين البيضة، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وفي تصريحات تصعيدية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن سلاح الجو ينفذ عمليات مكثفة لنزع السلاح من الجنوب السوري، مشددًا على أن إسرائيل لن تسمح بتكرار سيناريو جنوب لبنان، في إشارة إلى مواجهة أي وجود عسكري ترى فيه تهديدًا لأمنها.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، حيث أكد الرئيس السوري أحمد الشرع على وحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الخارجي. كما شهدت درعا والقنيطرة والسويداء احتجاجات شعبية واسعة ضد العدوان الإسرائيلي، وسط دعوات لردع التوغلات الإسرائيلية المتكررة.
سبق هذا التصعيد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها رفض أي وجود عسكري سوري أو فصائل مسلحة قرب الحدود الإسرائيلية، مشددًا على التزام حكومته بحماية الطائفة الدرزية. فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن السياسة الجديدة تقوم على نزع السلاح بالكامل في الجنوب السوري، مع مواجهة أي محاولات لإعادة بناء القدرات العسكرية السورية.