صورة
صورة
● أخبار سورية ٨ ديسمبر ٢٠٢٥

"مفاتيح دمشق".. وثائقي يرصد التحولات الكبرى في سوريا ومسار سقوط نظام الأسد المخلوع

سلّط الفيلم الوثائقي "مفاتيح دمشق" الذي بثّته قناة "الجزيرة" الضوء على أبرز التحولات التي شهدتها سوريا، وعلى تفاصيل سيطرة قوات "ردع العدوان" على العاصمة دمشق، مستنداً إلى شهادات شخصيات محورية شاركت في صناعة هذا التحول، وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع وعدد من وزرائه.

ويُبرز الوثائقي أن دخول قوات "ردع العدوان" دمشق فجر 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 شكّل لحظة مفصلية في التاريخ السوري الحديث، إذ اعتبرها السوريون إيذاناً بنهاية مرحلة، وبداية أخرى مختلفة على المستويين السياسي والعسكري. فقد جاءت الانهيارات التي أصابت النظام المخلوع وحلفاءه أسرع بكثير مما توقعته حتى الجهات العسكرية التي كانت تراقب المشهد، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام" وإدارتها العسكرية.

ويؤكد وزير الداخلية أنس خطاب في شهادته ضمن الفيلم أن "عملية ردع العدوان كانت الحل الوحيد للحفاظ على ما تحقق خلال 14 عاماً من الثورة"، في حين يوضح وزير الدفاع مرهف أبو قصرة أن تسمية العملية جاءت رداً على اعتداءات النظام المخلوع على المناطق المحررة، والتي استمرت خمس سنوات من القصف اليومي.

ويشير الوثائقي إلى صدمة الدبلوماسية الدولية من سرعة انهيار النظام، ويقول تشالز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، إن أحداً لم يتوقع أن تشهد سوريا تحولاً بهذه السرعة.

كما يستعرض الفيلم التحركات السياسية والدبلوماسية المتسارعة التي سبقت سقوط النظام، خصوصاً في الدوحة، حيث كانت الاتصالات تجري بوتيرة عالية لمجاراة التطورات الميدانية. ويكشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن ضغوط تعرّضوا لها لإصدار بيان يعلن الموافقة على حل سياسي، في حين أشار رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي إلى أحاديث متداولة آنذاك حول إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية.

أما الرئيس أحمد الشرع فيروي تفاصيل رسائل تلقاها من الطرف الروسي بعد السيطرة على الريف الغربي لحلب، جاء في إحداها: "توقفوا عند هذا الحد وخذوا ما أخذتم وإلا سيتم تصعيد الموقف"، موضحاً أنه أدرك من مضمون الرسالة أن النظام وصل إلى مرحلة الانهيار الكامل. كما يؤكد الشيباني وجود محادثات مباشرة مع الروس تطرقت إلى المصالح المشتركة وشراكات مستقبلية محتملة.

ومع تحرير حمص في 7 ديسمبر 2024، بدأ السباق نحو العاصمة، وفي الوقت الذي تحرك فيه الفيلق الثامن المدعوم من روسيا وبعض الأطراف العربية باتجاه دمشق، أصدر الرئيس الشرع أمراً ليلاً بتحرك القوات فوراً نحو العاصمة، ويشير إلى أنه تواصل مع رئيس الوزراء السابق الجلالي لإبلاغه بأن مؤسسات الدولة ستبقى قائمة، لأن الهدف كان تغيير النظام لا هدم الدولة.

ويكشف وزير الطاقة محمد البشير أنه التقى الرئيس الشرع في 8 ديسمبر، حيث أمر بتسليم السلطة لحكومة الإنقاذ السورية في إدلب، ويروي الشرع أنه بعد دخول دمشق صعد إلى قاسيون ثم زار المسجد الأموي لما يحمله من رمزية تاريخية، مؤكداً أن دمشق كانت دوماً عنواناً لمرحلة جديدة في تاريخ سوريا.

ويبيّن الفيلم أن القيادة الجديدة حرصت منذ اللحظة الأولى على الحفاظ على البنية التحتية، وتثبيت الأمن والاستقرار، وتبنّي مبدأ "نصر بلا ثأر" لتجنب الانزلاق نحو صراعات داخلية. ومع غروب يوم 8 ديسمبر، صدرت الأوامر بالتوجه نحو الساحل، آخر معاقل النظام المنهار، لتدخل وحدات "ردع العدوان" أطراف طرطوس واللاذقية مع فجر 9 ديسمبر، في مشهد طوى ما تبقى من الجغرافيا القديمة للنظام.

وفي المقابل، يشير الفيلم إلى أن إسرائيل مثّلت الخطر الأكبر على الجمهورية السورية الجديدة، إذ سارعت إلى شن سلسلة واسعة من الهجمات داخل الأراضي السورية. ويكشف الرئيس الشرع أن ما حدث كان مفاجئاً لإسرائيل، فاستهدفت المواقع العسكرية الحساسة خشية تغير موازين القوى. 


ويؤكد معاون وزير الداخلية عبد القادر الطحان أن إسرائيل نفذت أكثر من 500 غارة طالت المطارات العسكرية، ومنصات الصواريخ، وألوية الدفاع الجوي، ومراكز الأبحاث، والبنية العسكرية بأكملها.

بهذا السرد، يقدم "مفاتيح دمشق" رؤية شاملة لتحوّل تاريخي غير مسبوق في سوريا، على المستويين السياسي والعسكري، ويركّز على اللحظات التي غيّرت مسار البلاد وانتقلت بها إلى مرحلة جديدة بعد سقوط النظام المخلوع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ