مذكرة مسرّبة تكشف عن تحركات في البرلمان العراقي لمنع "الشرع" من حضور القمة العربية 
مذكرة مسرّبة تكشف عن تحركات في البرلمان العراقي لمنع "الشرع" من حضور القمة العربية 
● أخبار سورية ٢١ أبريل ٢٠٢٥

مذكرة مسرّبة تكشف عن تحركات في البرلمان العراقي لمنع "الشرع" من حضور القمة العربية 

كشفت مذكرة رسمية مسرّبة عن تحركات في أروقة البرلمان العراقي، تهدف إلى منع الرئيس السوري أحمد الشرع، من حضور القمة العربية المرتقبة في بغداد، رغم أن رئيس الوزراء العراقي وجه دعوة رسمية للرئيس السوري لحضور قمة بغدد.

وبحسب الوثيقة التي نشرها موقع "ميديا لاين"، فقد وجّه أعضاء في مجلس النواب العراقي طلباً رسمياً إلى مكتب المدعي العام في بغداد، يدعون فيه إلى التحقيق مع الشرع واعتقاله في حال دخوله الأراضي العراقية.

 تحقيق محتمل واتهامات قديمة
أفاد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في بغداد أن المذكرة تتضمّن اتهامات للشرع بالتورط في تفجيرات وأعمال مسلحة، بالإضافة إلى استخدام وثائق مزورة خلال فترة وجوده السابقة في العراق. وأشارت الوثيقة إلى كنيته السابقة "أبو محمد الجولاني"، المرتبطة بقيادته لـ "هيئة تحرير الشام".

المصدر نفسه أكد أن هذه الخطوة جاءت تحسباً لوصول الرئيس السوري إلى بغداد لحضور القمة العربية، وسط اعتراضات من قوى سياسية عراقية ترى في مشاركته "استفزازاً لضحايا الإرهاب" في البلاد.

ضغوط برلمانية لمنع الزيارة
وفي السياق ذاته، تقدم أكثر من 50 نائباً عراقياً بطلب رسمي إلى رئيس مجلس النواب، يحثّ الحكومة العراقية على منع الشرع من دخول العراق، معتبرين أن استقباله في حدث دبلوماسي رفيع كهذا يُعدّ "إساءة مباشرة" لذكرى ضحايا العنف والإرهاب بعد عام 2003.

وقال النائب يوسف الكلابي، عضو هيئة التنسيق الشيعية، إن "السماح للشرع بدخول العراق خيانة لدماء الضحايا وعائلاتهم"، في إشارة إلى ارتباطه المزعوم بجماعات جهادية إبان الاحتلال الأمريكي.

الحكومة العراقية تؤكد الدعوة الرسمية
وعلى الرغم من الاعتراضات البرلمانية، أكدت الحكومة العراقية على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن الدعوة إلى الرئيس السوري قد وُجهت رسمياً، في إطار ما وصفه بـ"الانفتاح الدبلوماسي" على الدول الشقيقة.

وفي مؤتمر صحفي، قال السوداني: "سوريا بلد عربي شقيق، ولا يمكن تجاهل دورها في استقرار الإقليم"، داعياً إلى "الفصل بين ماضي الشخصيات وأدوارهم الحالية"، ومؤكداً على طموح العراق بلعب دور الوسيط الإقليمي الفاعل.

اجتماع تاريخي في الدوحة: سياسيون عراقيون يناقشون أبعاد لقاء "الشرع والسوداني"
وصف مراقبون وسياسيون عراقيون، أول لقاء رسمي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بوساسطة قطرية العاصمة الدوحة،  بأنها تمثل مؤشراً واضحاً على رغبة مشتركة في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين.

توقيت استثنائي وتطور لافت
نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر حكومي مقرّب قوله إن "اللقاء الثلاثي جاء في ظل أحداث متسارعة تشهدها المنطقة، خصوصاً في سوريا"، مشيراً إلى أهمية الحوار في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة. من جهتها، أوضحت الرئاسة السورية أن المحادثات ركزت على تعزيز التعاون العربي المشترك، مشددة على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين السوري والعراقي.

دعوة رسمية لحضور القمة العربية في بغداد
خلال اللقاء، أعلن رئيس الوزراء العراقي توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد خلال مايو/أيار المقبل. وتأتي هذه الخطوة بعد مكالمة هاتفية جرت بين الطرفين مطلع أبريل/نيسان، أكد خلالها الجانبان أهمية فتح صفحة جديدة من التعاون ومواجهة التحديات المشتركة.

موقف عراقي داعم.. وتحركات دبلوماسية واعية
فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، أكد في حديث للجزيرة نت أن العراق ثابت في موقفه الداعم للشعب السوري، مشيراً إلى أن "انفتاح بغداد على دمشق يمثل ضرورة وطنية لحماية الأمن القومي العراقي".

وأضاف أن العراق يرى في تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع سوريا خطوة ضرورية لمنع التنظيمات الإرهابية من استغلال أي ثغرات حدودية، خصوصاً في ظل سجل طويل من العمليات عبر الحدود المشتركة.

السياسة العراقية: تصفير الأزمات وتشبيك المصالح
أكد الشمري أن السياسة الإقليمية العراقية باتت تركّز على تصفير الأزمات، والسعي لإطلاق مشاريع تنموية واقتصادية من شأنها ربط المصالح العربية وتعزيز الاستقرار. كما شدد على أن القمة العربية المقبلة تشكل "فرصة محورية لمراجعة المواقف العربية وتوحيد الصف في مواجهة التحديات، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات المتكررة في سوريا ولبنان".

دور قطري محوري في الوساطة وتعزيز الاستقرار
ريزان شيخ دلير، العضوة البارزة في الاتحاد الوطني الكردستاني، أكدت في حديثها للجزيرة نت أهمية الدور القطري في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية، معتبرة أن لقاء الدوحة يعكس قدرة قطر على تهيئة مناخات إيجابية للحوار.

وأشارت إلى أن العراق يجب أن يكون طرفاً فاعلاً في السياسة الإقليمية، وأن نجاحه في استضافة القمة العربية بمشاركة الرئيس السوري سيشكل نقطة تحول استراتيجية.

مواقف سياسية متباينة داخل العراق.. ودعوات لنهج محايد
علّقت شيخ دلير على بعض المواقف السياسية العراقية المعارضة لدعوة سوريا للقمة، معتبرة أن احترام سيادة الدول هو أساس العلاقات المتوازنة. وشددت على أن العراق يجب أن يتخذ دوراً محايداً يخدم مصالح جميع الشعوب العربية.

الدهلكي: مشاركة سوريا شرط لنجاح القمة
من جانبه، شدد النائب رعد الدهلكي، القيادي في تحالف العزم، على أهمية مشاركة سوريا في القمة العربية، معتبراً ذلك شرطاً لضمان نجاحها والخروج بقرارات تلامس تطلعات الشعوب العربية وتمنع التدخلات الخارجية في شؤونها.

الفتلاوي: المصالح الاقتصادية مدخل لتعزيز العلاقات
إياد الفتلاوي، رئيس تحالف الضمير الشيعي، أشار إلى أهمية الروابط الاقتصادية والتاريخية التي تجمع البلدين، مؤكداً أن المصالح المشتركة تتطلب علاقات متينة ومتماسكة.

وأشاد بالجهود التي يبذلها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تعزيز روح الأخوة، مشيراً إلى أن بعض العقبات التي تعرقل العلاقات تعود لتصرفات شخصيات سياسية في العهد السابق لا تراعي العمق الحضاري والتاريخي بين الشعبين.

خلاصة وتوقعات المرحلة المقبلة
خلص المراقبون إلى أن لقاء الشرع والسوداني في الدوحة قد يشكل ركيزة لبناء شراكة استراتيجية جديدة بين سوريا والعراق، في ظل سعي الطرفين لترميم العلاقات ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مع دعم إقليمي ملموس بقيادة قطر، ما يعزز الأمل بمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ