مدارس النقير بين الحاجة للترميم وتأمين المستلزمات الأساسية لاستمرار العملية التعليمية
تعاني بعض المدارس في ريف إدلب الجنوبي من أضرارٍ ما تزال قائمة جرّاء القصف الذي طالها خلال السنوات الماضية، إضافةً إلى التخريب الناتج عن عمليات التعفيش التي قامت بها قوات النظام البائد، مما يجعلها بحاجةٍ ماسة إلى الترميم والتأهيل وتزويدها بالاحتياجات الأساسية، لتصبح بيئة صالحة لاستمرار العملية التعليمية.
ومن بين المناطق المتأثرة، تبرز قرية النقير، حيث ما تزال مدارسها تعاني من آثار القصف والدمار. وتضم القرية مدرستين تستقبلان الطلاب حالياً، إلا أنّهما تحتاجان إلى أعمال ترميم وتجهيز إضافية، لتكونا أكثر ملاءمة لمتابعة الطلاب تعليمهم في بيئة آمنة ومهيّأة.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، يقول محمد عبد الله الرماح، الموجّه الإداري في ثانوية جعفر بن أبي طالب، إن في النقير مدرستين: الأولى مدرسة النقير للتعليم الأساسي، والثانية ثانوية جعفر بن أبي طالب. ويوضح أن المدرسة الأولى تُدرِّس الصفوف من الأول حتى الرابع، بنظام فوجين (ذكور وإناث) وبدوامٍ فوجي، فيما تستقبل الثانية طلاب الصف الخامس حتى التاسع، أيضاً بنظام فوجين منفصلين للذكور والإناث.
ويُضيف أنّ عدد طلاب المدرسة الابتدائية في فوج الذكور نحو 120 طالباً، بينما يضمّ فوج الإناث حوالي 110 طالبات. أمّا في المدرسة الثانية، فيبلغ عدد طلاب فوج الذكور قرابة 110 طلاب، مقابل نحو 120 طالبة في فوج الإناث.
ويشير الرماح إلى أنّ عدد العائلات التي عادت إلى القرية يبلغ نحو 400 عائلة من أصل ما يقارب 750 عائلة، وهو ما انعكس سلباً على أعداد الطلاب، إذ ما تزال منخفضة نسبياً، ويرتبط ذلك بعدم توافر الظروف المناسبة للاستقرار في القرية، إضافةً إلى واقع المدرسة واحتياجاتها.
ويتابع أنّ المدرستين تعانيان من أضرار كبيرة؛ فالمدرسة الابتدائية تتألف من ثلاث كتل بنائية، وقد جرى هدم الكتلة الأكبر بالكامل، وهي التي كانت تستوعب العدد الأكبر من الطلاب، نتيجة القصف العنيف الذي طال القرية. أمّا الكتلتان المتبقيتان، فبرزت فيهما أضرار واضحة تمثّلت بالهدم الجزئي لبعض الجدران، إضافةً إلى خلوّ المدرسة من النوافذ والأبواب، وغياب التمديد الصحي والكهربائي.
أما المدرسة الثانية، فقد نالت كذلك نصيبها من القصف، ما أدى إلى هدم شبه كامل، إضافةً إلى تعفيش البلاط والنوافذ والأبواب والشبكتين الكهربائية والصحية. كما تعرّضت ساحة المدرسة للهدم، وتعرّض السور للسرقة.
ويؤكد الرماح أنّ لهذه الأضرار تأثيراً مباشراً على سير العملية التعليمية اليومية. فالبيئة التعليمية غير مهيأة بشكل مناسب، ما ينعكس سلباً على نفسية الطلاب، إذ تعيد في أذهانهم باستمرار ذكريات القصف والطيران والعنف. كما أنّ المباني غير آمنة للطلاب، خصوصاً مع تعرض بعض الجدران لخطر الانهيار، والنوافذ المفتوحة التي تشكّل تهديداً إضافياً.
ويشير الرماح أيضاً إلى أنّ الجو العام غير مؤهّل لاستمرار العملية التعليمية، حيث يعاني الطلاب من ارتفاع درجات الحرارة صيفاً لغياب وسائل التكييف، ومن البرد القارس شتاءً نتيجة عدم توفر النوافذ والأبواب، فضلاً عن انعدام الكهرباء.
كما توجد مخاطر وتهديدات مباشرة على صحة وسلامة الطلاب نتيجة الوضع الحالي للمدرسة ونسبة الأضرار فيها. فالوضع غير آمن، إذ توجد جدران معرضة للانهيار، وأرضية منزوعة من البلاط، ونوافذ مرتفعة غير مجهزة، إضافةً إلى أنّ باحة المدرسة لم تُفحص بعد من بقايا المواد المتفجرة.
وفي الختام، تبقى مدارس ريف إدلب الجنوبي تواجه واقعاً صعباً، يعكس حجم التحديات الناتجة عن الأضرار السابقة، مما يجعل تأهيلها وتجهيزها أمراً ضرورياً للحفاظ على استمرارية العملية التعليمية.