محذراً من ترتيبات "ناعمة".. رياض حجاب: دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد
قال رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري "رياض حجاب "، إن "دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد"، حذراٌ بالقول: "ما أخذه السوريون بالقوة يجب ان لا ينتزع منهم عبر ترتيبات "ناعمة".
جاء كلام حجاب في منشور له على صفحته على موقع "إكس" في توقيت تمر فيه سوريا بمرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مع انهيار نظام الأسد وجيشه، وتراجه قواته إلى حدود حمص، وتمكن الفصائل من بدء تطويق العاصمة السورية دمشق، وسط مصير مجهول للأسد، وحراك روسي إيراني لإنقاذ ماتبقى له من الوقت في الحكم.
وكان أعلن "المقدم حسن عبد الغني" القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
إعلان المقدم يشير إلى وصول قوات "إدارة العمليات العسكرية" التي انطلقت على محور البادية السورية من عقيربات بريف حماة الشرقي إلى مناطق ريف حمص الشرقي، وبالتالي الاقتراب من حدود العاصمة دمشق الإدارية، بالتوازي مع تحرير محافظتي درعا والسويداء، لتكون العاصمة دمشق هي الهدف مع استمرار المعارك على تخوم مدينة حمص وريفها الغربي.
وأكد المقدم، أن هذه الانتصارات ليست مجرد تقدم ميداني، بل هي رسالة واضحة بأن إرادة الحق أقوى من أي عدوان، وأن النصر بات أقرب من أي وقت مضى، معلناً المضي "بعزيمة لا تلين وإيمان راسخ بأهداف ثورتنا النبيلة في تحقيق الحرية والعدالة والعيش الكريم"
وجدد الدعوة في الساعات الأخيرة إلى الضباط والعناصر للمسارعة في الانشقاق عن هذه العائلة الفاسدة قبل فوات الأوان والانحياز إلى الشعب حتى لا يخلد التاريخ اسمهم في صفحاته السوداء، وفق تعبيره.
وسبق أن طالب "حجاب" الدول الداعمة لبشار الأسد بتغليب مصالح بلدانهم، والامتناع عن المشاركة مرة أخرى في سفك الدم السوري، وقال في كلمة مصورة قبل أيام إنّ الأسد "ورّط داعميه في المساهمة بارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21، راح ضحيتها ملايين القتلى والمصابين والمهجرين واللاجئين والمنكوبين".
وأضاف حجاب موجهاً كلامه لداعمي نظام الأسد "رغم ما بذلتموه لتثبيت حكمه، فها أنتم ترون هشاشته وفشله وتهاوي سلطته، وما أحوجكم إلى اغتنام هذه الفرصة السانحة لرفع هذا العبء المادي والأخلاقي عن أكتافكم، فليس من مصلحتكم ولا من عادات شعب بأكمله إبقاء فرد متسلط في الحكم، وليس من مصلحتنا إثارة أي عداوات إقليمية أو دولية".
وأكد حجاب في كلمته أن وحدة الأراضي السورية واستقلالها خط أحمر ولا يمكن القبول بأي مشاريع تقسيمية، لافتاً إلى أن السيطرة على حلب وبلدات ومدن سورية جرت بدون إراقة للدماء أو تجاوزات.
وللداخل السوري قال: "علينا أن ندرك أنه لا مستقبل لنا في سورية إلا من خلال التسامح، والهدف الأسمى من حراكنا هو تحقيق العدالة وحرية الشعب وصيانة كرامته". كما طالب حجاب المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة بمساعدة الشعب السوري وتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يضمن وحدة البلاد ويحافظ على الدولة السورية.
وأضاف: "نمد يد التعاون لجميع الجهود المخلصة، في مبادرة تخلص البلاد من الاستبداد والميليشيات الطائفية والأجندات الخارجية وتحقن الدم السوري وتعيد ألق سورية دولة محورية تسهم في تحقيق الأمن والتوزان الإقليمي".
وتسعى إيران إلى إيجاد مخرج لنظام الأسد، بعد تقدم "إدارة العمليات العسكرية" بشكل سريع في عدة محافظات سورية، وتراجع جيش النظام وعموم الميليشيات التابعة لها إلى محافظة حمص والساحل السوري، وكان أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيجتمعون في إطار عملية أستانا، يومي السابع والثامن من ديسمبر الجاري، لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
يأتي الحراك الروسي الإيراني في وقت كان قد أعلن "المقدم حسن عبد الغني" القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على أجزاء واسعة من سوريا بدأت في محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء وصولاً لانسحاب النظام من مناطق شرقي حمص، وبلدات جنوبي دمشق وصولاً لدرايا ومعضمية الشام وبلدات ريف دمشق الشرقي، في ظل هزيمة كبيرة لقواته، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف الضعيف والمتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
والسيناريوهات المتوقعة حالياً:
الأول: تحصن النظام في دمشق وبناء خط دفاع في مدينة حمص وريفها الغربي، لتكون سداً عن مناطق الساحل وهذا الظاهر حالياً لأن جميع الانسحابات تتم باتجاه دمشق مع تعزيز جبهة حمص بشكل كبير، وبالتالي فإن المعركة الأخيرة قد اختارها الأسد في العاصمة، ليدخلها في دوامة حرب ضروس ستكون وبالاً على المدنيين فيها.
هذه المرحلة تتطلب حذر شديد من جميع القوى العسكرية لتوسيع غرفة عمليات " إدارة العمليات العسكرية" وضم فصائل درعا والتنف والسويداء لتكون جميعاً على تنسيق تحركاتها لعدم الدخول في مغامرات فردية قد تفضي لكوارث بحق المدنيين في العاصمة دمشق وحمص.
أما السيناريو الثاني:
أن يلجأ الأسد وضباطه الكبار من طائفته لمغادرة العاصمة إلى الساحل السوري وبالتالي يمكن تحييد العاصمة والتفاوض على مصير الأسد وطائفته المقربة، مع دخول المنطقة فترة هدوء ووقف لإطلاق النار لحين إيجاد مخرج آمن له دولياً، وضمان عدم التعرض للطائفة المقربة من الأسد، وهذا سيحدد مصيره وربما يكون لروسيا الدور الأكبر في التفاوض والسعي لإخراجه دون محاكمة، لأن ترك الأسد لمواجهة في الساحل سيخلق حرب طائفية معقدة
أما السيناريو الثالث:
أن يكون الأسد وكبار ضباطه قد أدركو الهزيمة بعد التخلي الدولي لاسيما الحلفاء عنهم، وبالتالي استطاع الأسد مغادرة سوريا باتجاه عدة دول متوقعة أبرزها بيلاروسيا وإيران وترك طائفته وجيشه لمصيرهم.
في هذه الحالة، فإن قيادة القوات في جميع القطاعات لاسيما القواعد الكبيرة، فقدت تواصلها مع القيادة العليا، وبدأت تتلق الأوامر بالانسحاب إلى دمشق، لضمان أمن ضباط في جيش النظام ربما سيكون لهم دور في إعلان انقلاب أو تفاوض على تسليم العاصمة لضمان أمنهم وأمن تلك القوات دون صدام مسلح، أو أن يكون الأمر موضع تفاوض دولي مع شخصيات نافذة في المعارضة والنظام لتشكيل مجلس وإعلان مرحلة انتقالية تتولى السلطة وتوقف الحرب.
التحذير الأهم: في جميع السيناريوهات يجب أن نعي أن الدول الخارجية تترقب جميع التحركات وهناك دول بينها عربية ستسعى بالتأكيد لضرب الفصائل ببعضها في المرحلة القادمة بعد تثبيت حدود السيطرة لكل جهة في حال عدم توحدها وبالتالي سندخل في أتون حرب داخلية واسعة ستكون بداية تدمير ماحققناه من انتصارات وسيتكرر سيناريوهات ليبيا واليمن مايتيح للدول أخيرا النزول للميدان سياسيا وعسكريا وفرض الحل الذي تريد في سوريا وعلى هواها فاحذرووووااا.