محافظ حلب: ما تقدّمه حلب لأبنائها أكبر مما يقدّمونه لها.. والوفاء هو ما تحتاجه اليوم
قال محافظ حلب المهندس عزّام الغريب إن محافظة حلب، منذ لحظة تحريرها، لم تكن بالنسبة للحكومة أو لأبنائها مجرّد مساحة جغرافية أو فعالية عابرة، بل مسؤولية تاريخية تستحق عملاً مستمراً وجهوداً أكبر من أي مبادرة مؤقتة.
وأكد في تصريح عبر حسابه الرسمي على إكس، أن كل حملة ومبادرة نُفِّذت منذ ذلك اليوم كانت خطوة ضرورية في طريق النهوض بالمدينة، إلى جانب الدعم الحكومي المتواصل.
وأوضح الغريب أن حلب تحتاج اليوم جميع أبنائها؛ في الداخل والخارج، من مختلف الأعمار والمكونات: مسلمين ومسيحيين، عرباً وكرداً، تركماناً وأرمن، سرياناً وآشوريين، مؤكداً أن هذه التعددية التي حملتها حلب عبر تاريخها الطويل هي مصدر غناها وقوتها.
وأضاف المحافظ أن ذكرى تهجير أبناء المدينة قبل تسع سنوات كانت عنواناً مؤلماً لتخلي البعض عن حلب، "لكننا اليوم نسعى لفتح صفحة جديدة قوامها الانتماء الصادق والعمل المشترك".
وشدّد على أن الحكومة لن تُلزم أحداً بالمساهمة أو القيام بواجبه تجاه مدينته، لأن ما تريده حلب – كما قال – هو "عطاء يخرج من القلب، من الإيمان بأن حلب غالية، وبأنها تستحق أن ننفق عليها مما نحبّ لنحظى ببرّها".
وأكد الغريب أن حلب، رغم ما واجهته، ستبقى صامدة شامخة، قادرة على تضميد جراحها، ولن تنحني أمام الصعوبات لأنها تؤمن بأن القادم أفضل، وأن ما لحق بها من بأس زائل لا محالة.
وختم محافظ حلب بالتأكيد أن الفعالية الجارية اليوم "ليست نهاية المطاف"، بل هي محطة وفاء تُسجَّل فيها كل مساهمة، صغيرة كانت أو كبيرة، في صفحات التاريخ، "بمداد العزّ والشرف"، داعياً السوريين وكل من يحب حلب إلى عدم تفويت هذه الفرصة للمشاركة في بناء مستقبل المدينة التي كانت وما تزال "ستّ الكل".