
"مجموعة العمل" تدعو لمسح شامل في حيّ التضامن وكشف مصير المفقودين
طالبت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” السلطات السورية والجهات المختصة بإجراء مسح شامل وفوري في حيّ التضامن ومحيطه جنوب دمشق، للبحث عن المزيد من الرفات وإنهاء حالة الترقب القاسية التي تعيشها العائلات التي فقدت أبناءها على حواجز النظام في الحيّ ومحيطه ولم يُعرف لهم أثر منذ لحظة اعتقالهم.
وقالت المجموعة في بيان إنها تتابع بقلق الأنباء المتواترة عن العثور على رفات جثامين في أكثر من موقع داخل حيّ التضامن، الذي ظل خاضعاً لسيطرة مجموعات موالية للنظام السوري منذ اندلاع الثورة وحتى سقوط النظام. ورأت أن هذا الاكتشاف المأساوي “يؤكد مجدداً حجم الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين في المنطقة، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون، ويجدد الحاجة الملحة إلى كشف مصير المئات من المفقودين بينهم نساء وأطفال”.
أشارت المجموعة إلى أن هذا الاكتشاف يمثل دليلاً جديداً على أن هناك “أسراراً لم تُكشف بعد” في الحيّ، مستذكرةً تحقيقها الاستقصائي السابق بعنوان “حيّ التضامن الدمشقي من التأسيس إلى المجزرة”، الذي وثّق شهادات للاجئين فلسطينيين عن سجون ومراكز تعذيب وعشرات الضحايا والمفقودين.
جدّدت المجموعة نداءها العاجل إلى السلطات السورية بضرورة محاسبة الجناة عبر فتح تحقيق شفاف وفعّال لمحاسبة جميع المتورطين في ارتكاب الجرائم والانتهاكات، مع التأكيد على وجود بعضهم حتى اليوم في الحيّ، باعتبار أن المحاسبة هي الخطوة الوحيدة التي يمكن أن تحقق المصالحة المجتمعية وتعيد الثقة.
وشددت على ضرورة دعم عائلات المفقودين عبر تمكين المنظمات والمؤسسات الإغاثية من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمالي لهذه العائلات التي تعيش أوضاعاً مأساوية في ظل فقدان المعيل.
وختمت “مجموعة العمل” بيانها بالتشديد على أن هذه المطالب تمثل حقاً مشروعاً لكل أسرة فقدت شهيداً أو مفقوداً، مؤكدة أن ملف المفقودين والمختفين قسرياً – سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين – هو قضية إنسانية “لا يمكن تجاوزها أو إغفالها”، وأن كشف الحقائق وتقديم العدالة وحده كفيل بإعادة الأمل لأسر الضحايا ومنحهم حقهم في معرفة مصير أحبائهم.