مبادرة "إعلان جبل العرب": دعوة وطنية لإنقاذ السويداء وتحصين النسيج السوري
مبادرة "إعلان جبل العرب": دعوة وطنية لإنقاذ السويداء وتحصين النسيج السوري
● أخبار سورية ١٤ نوفمبر ٢٠٢٥

مبادرة "إعلان جبل العرب": دعوة وطنية لإنقاذ السويداء وتحصين النسيج السوري

أطلق عدد من المثقفين والنشطاء في محافظة السويداء مبادرة جديدة تحت عنوان "إعلان جبل العرب"، تهدف إلى تقديم رؤية وطنية شاملة لمعالجة الأوضاع في المحافظة، انطلاقًا من مبادئ المواطنة والعدالة الانتقالية وسيادة القانون واحترام التعددية.

وتركّز المبادرة، التي لاقت تداولًا واسعًا على مواقع التواصل، على رفض كل أشكال العنف والتطرف من أي جهة كانت، مطالبةً بمحاسبة من تورطوا في ارتكاب جرائم وانتهاكات بحق المدنيين. كما شددت على ضرورة التصدي لكل محاولات التدخل الخارجي، وعلى رأسها رفع أعلام دول أجنبية، وخصوصاً علم إسرائيل التي وصفتها بالمحتل التاريخي.

وأكد البيان أن ما شهدته المحافظة من اضطرابات دامية لا يمثل إرادة أهلها، بل جاء نتيجة أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتعطيل فرص التلاقي الوطني. وجاء في نص المبادرة: "رغم الألم، لم تنجح هذه الوقائع في تفكيك النسيج الاجتماعي، بل زادت من إصرار السوريين على التمسك بوحدتهم ورفض مشاريع التقسيم".

ودعا الموقعون على المبادرة إلى سلسلة خطوات عاجلة لمعالجة تداعيات الأحداث، منها محاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات، والإفراج الفوري عن المخطوفين، وتأمين الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، وإعادة إعمار البيوت المدمرة والبنية التحتية، وتسهيل عودة النازحين، وتمكين لجنة تقصي الحقائق الدولية من أداء مهامها دون عوائق، ومعالجة أوضاع الطلاب الجامعيين من أبناء المحافظة.

وفي ختام المبادرة، رحّب القائمون عليها بخارطة الطريق الثلاثية الموقعة بين سوريا والولايات المتحدة والأردن في 16 أيلول 2025، معتبرين أنها تشكل إطارًا عمليًا لمعالجة أزمة السويداء وقاعدة انطلاق نحو تسويات أوسع في باقي المناطق السورية.


وكان أعلن سليمان عبد الباقي، مدير مديرية الأمن في محافظة السويداء، أن مجموعاتٍ مسلّحة، بينها ما وصفه بـ”ميليشيات الحرس اللاوطني”، تواصل لليوم الثالث خرقَ الهدنة واستهدافَ مواقع قوى الأمن الداخلي في مناطق متفرّقة من المحافظة. وقال عبد الباقي إن التعليمات الصادرة عن قيادة الأمن الداخلي تنصّ على الردّ فقط بعد توثيق مصادر النيران بالصوت والصورة، مؤكداً حرص القوات على عدم التصعيد حفاظاً على سلامة المدنيين.

وأكثر من مرة أثار الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء جنوب سوريا، موجة واسعة من الجدل بعد تصريحاته التي تحدث فيها أن تقرير المصير لأبناء المحافظة “حق قطعي لا يمكن التراجع عنه”، في خطوة وصفت بأنها تصعيد جديد نحو نزعة الانفصال عن الدولة السورية.

ويرى محللون أن تصريحات الهجري الأخيرة تمثل تصعيداً خطيراً يهدد النسيج الوطني السوري، ومحاولة مكشوفة لإحياء مشروع الانفصال بدعم خارجي، في ظل تصاعد المؤشرات على وجود تمويل وتوجيه إسرائيلي مباشر لتحركاته.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الدعوات “قد يدفع الجنوب السوري نحو مواجهة مفتوحة”، داعين إلى تحرك وطني موحّد لإفشال مخططات تقسيم البلاد وإعادة إنتاج الفوضى في المنطقة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ