
"مؤتمر النصر": إعلان انتصار الثورة وحل الدستور وحزب البعث والجيش و"الشرع" رئيسياً للجمهورية
عقدت الإدارة السورية الجديدة، بمشاركة واسعة لجميع المكونات العسكرية والمدنية، في دمشق، اليوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2025، "مؤتمر النصر"، لتعلن فيه خطوات بناء سوريا الجديدة، عقب سقوط نظام الأسد الذي حكم سوريا بالحديد والنار لمدة 54 عاماً، ليكون هذا المؤتمر، بمثابة إعلان انتهاء حقبة الاستبداد، والبدء بحقبة جديدة في سوريا الحرة.
بدأ المؤتمر بكلمة لـ "أحمد الشرع" قائد الإدارة السورية، قال فيها إنه "قبل بضعة أشهر تهيأت لي دمشق كالأم المتفانية ترمق أبناءها بعين المستغيث المعاتب وهي تشكو الجراح والذل والهوان تنزف دما وتكابر على الألم وتكاد تهوي وهي تقول أدركوا أمتكم!!".
وأضاف: "كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان وأشرقت شمس سوريا من جديد، هلل الناس وكبروا فكان الفتح المبين والنصر العظيم"، مؤكداً أن الصفة المتعارف عليها في الحرب والمعركة العسكرية هي الخراب والدمار وسفك الدماء، غير أن نصر سوريا تحقق وملؤه الرحمة والعدل والإحسان عند القدرة".
ولفت "الشرع" إلى أن "النصر لهو تكليف بحد ذاته فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة، وأن ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى فكما عزمنا في السابق على تحريرها فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".
تلا ذلك كلمة لوزير الخارجية السوري "أسعد الشيباني" قال فيها "نجحنا في رسم هوية سورية لائقة تعبر عن تطلعات شعبنا، وتؤسس لبلد يقوم على الحرية والعدل والكرامة، ويشعر فيه الجميع بحب الوطن والانتماء والبذل والتضحية".
وأضاف: "تنتهج سوريا في خضم هذه التحديات الحالية سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد، في سياق طمأنة الخارج وتوضيح الرؤية وكسب الأصدقاء وتمثيل شعبنا في الداخل والخارج"، وأوضح أنه "في المنطقة العربية على وجه الخصوص، تعاني منطقتنا من إرث مثقل بالنزاعات، وسنحاول في سياستنا الخارجية أن نعمل على خفض هذا التوتر وإرساء السلام وصولا لأن تقود سوريا دورا فاعلا في ذلك المسعى".
وأكد الشيباني أن "سوريا تولي أهمية خاصة لروابطها العربية، وتستمر في تعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، وتواصل مسيرتها بحزم وإصرار، وترسم صورة قوية تزداد فاعليتها في السياسة الخارجية عبر شراكات جديدة
وتابع: "استطعنا بفضل الله تحقيق استثناءات وتعليق العقوبات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وهذا بدوره سيعود بالنفع ويشجع المشاركة والمساهمة والدعم لبلدنا، وسيعجّل حركة التعافي والنمو".
إعلان "أحمد الشرع" رئيساً للجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية
وفي كلمته، أعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية "العقيد حسن عبدالغني"، تولية السيد القائد "أحمد الشرع" رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، ويقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية
وأعلن الناطق، تفويض السيد رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي، عقب إعلانه انتصار الثورة السورية العظيمة، واعتبار الثامن من كانون الأول من كل عام يوماً وطنياً، كما أعلن المتحدث، حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، وتدمج في مؤسسات الدولة.
وأعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية "العقيد حسن عبدالغني" إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، وحل مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد، واللجان المنبثقة عنه، وحل جيش النظام البائد، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية.
وأعلن حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد، بفروعها وتسمياتها المختلفة، وجميع الميليشيات التي أنشأها، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، ويحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية
أبرز تصريحات القادة العسكريين في "إدارة العمليات العسكرية" خلال "مؤتمر النصر"
- عامر الشيخ: كما كان الاعتصام سبيل تحرير سوريا سيكون هو سبيل بنائها وإعادة إعمارها ورجوع أبنائها من المهجر
- أحمد عيسى الشيخ: يجب أن نعمل لكي نبني سوريا الجديدة ولن يكون ذلك إلا بالتكاتف والتراحم والتعاطف وأن نكون كالجسد الواحد
- عزام الغريب: إن هذا النصر استحقاق عظيم يوجب على كل شخص منا أن يكون على قدر المسؤولية وأن يضع جميع إمكانياته في خدمة الدولة وعملية البناء
- فضل الله الحجي: انتصارنا بداية الطريق نحو بناء وطن عادل ومستقبل مشرق للسوريين الذين قدموا الكثير من التضحيات
- عصام بويضاني: ندعم القيادة وعلينا السعي لتحرير كامل سوريا في قادم الأيام
- فهيم عيسى: نحن نثق بقدرة القائد أحمد الشرع على قيادة سوريا الجديدة والوصول بها إلى ما نطمح له
- سيف أبو بكر: هذا النصر لم يكن وليد اللحظة بل نتيجة عزيمة لا تلين وتضحيات كبيرة قدمها الشعب العظيم وذلك يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة
- أحمد الهايس: نحن اليوم أمام مسؤولية عظيمة ولا تكتمل الثورة إلا ببناء سوريا جديدة حرة مستقلة
- محمد الجاسم: لم يكن هذا النصر إلا بصبر معتقلينا وجرحانا ودعاء أمهاتنا
- سالم العنتري: انتصرت إرادة الشعب السوري ونؤكد على أهمية عمل الجميع من أجل بناء سوريا بنفس العزيمة التي عملنا بها من أجل تحريرها
- جميل الصالح: جزى الله خيرا من اتخذ قرار المعركة، وأهالي المخيمات والمهجرين وجميع من شارك في عملية التحرير، وثقنا بمن اتخذ قرار المعركة ونثق به في قيادة المرحلة المقبلة
- عصمت العبسي: لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحبائنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة.
وبات يوم الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، عيداً وطنياً في الجمهورية العربية السورية الحرة الموحدة، إيذاناً بالخلاص من حكم السفاح وعائلة الديكتاتور "بشار الأسد"، والذي فرَّ هارباً من العاصمة دمشق أمام تقدم جحافل الثائرين من جميع المحافظات السورية، لتُحقق ثورة الشعب السوري الصامد، هدفها الذي طالما صدحت به حناجرهم، ويسقط الأسد ونظامه.