ليندسي غراهام معلّقًا على هتافات جنود سوريين لغـ.ـزة :: إسرائيل محقّة بفرض مناطق أمنية
قال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إن مقطع الفيديو الذي استند إليه تقرير لشبكة «فوكس نيوز» حول هتافات عسكرية للجيش السوري في دمشق «مقلق بشكل لا يمكن التقليل من شأنه»، محذرًا من أن التعامل مع الحكومة السورية الجديدة يجب أن يتم «بعيون مفتوحة وحذر شديد».
وأوضح غراهام، في تعليق نشره عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أنه رغم دعمه لمحاولات المجتمع الدولي والولايات المتحدة مساعدة الحكومة السورية الجديدة، إلا أن هناك «أدلة متزايدة» تشير، بحسب تعبيره، إلى أن قوى الأمن السورية «أكثر تطرّفًا مما يتم تقديمها عليه سياسيًا وإعلاميًا».
وأضاف السيناتور الجمهوري أن إسرائيل «محقّة» في إصرارها على إقامة مناطق أمنية، ليس فقط لحماية أمنها القومي، بل أيضًا لحماية الأقليات داخل سوريا، وعلى رأسها الطائفة الدرزية، في ظل ما وصفه بمخاوف متنامية من سلوك بعض التشكيلات العسكرية والأمنية.
ويأتي تعليق غراهام على تقرير نشرته «فوكس نيوز» تناول تحذيرات أطلقها وزير إسرائيلي بعد تداول مقطع مصوّر يُظهر جنودًا من الجيش السوري يرددون هتافات حربية خلال عرض عسكري في دمشق، حضره الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد.
ويأتي موقف غراهام في وقت تشهد فيه واشنطن تصاعدًا في مواقف متشددة داخل الكونغرس تجاه الملف السوري، لا سيما بعد إقرار مجلس النواب إلغاء قانون «قيصر» ضمن موازنة وزارة الدفاع الأمريكية للسنة المالية 2025.
وبحسب معلومات يجري تداولها داخل الكونغرس، يعمل عدد من الأعضاء الجمهوريين الغاضبين من الإلغاء غير المشروط للعقوبات على إصدار بيان تحذيري، تبناه حتى الآن 39 نائبًا جمهوريًا.
ويزعم مشروع البيان، أن إلغاء العقوبات تضمن «شروطًا» تسمح بإعادة فرضها تلقائيًا في حال عدم التزام الحكومة السورية بها، وهو ما ينفيه مختصون في الشأن التشريعي السوري-الأمريكي، مؤكدين أن نص الإلغاء لا يتضمن آلية تلقائية من هذا النوع.
ويركّز البيان الجمهوري على ما يسميه «حماية الأقليات الدينية والعرقية في سوريا»، ويتعهد بمراقبة أداء الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، كما يلوّح بعقد جلسة استماع في مجلس النواب مطلع عام 2026 لتقييم «التغيير الفعلي» في معاملة الأقليات، مع الحديث عن نية عدد من النواب زيارة سوريا للاطلاع الميداني على الأوضاع، ولا سيما في محافظة السويداء.
وتتقاطع لهجة هذا البيان مع خطاب غراهام والمخاوف الإسرائيلية المتصاعدة، وفي مقابل ذلك خرجت تصريحات لمبعوث الإدارة الأمريكية إلى سوريا توماس باراك، أكد فيها أن دمشق لا تبدي رغبة في الدخول بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، مشيرًا إلى وجود مفاوضات جارية بوساطة أمريكية للتوصل إلى ترتيبات أمنية بين الجانبين.
ويعكس هذا المشهد حالة شدّ وجذب مستمرة في واشنطن حول سوريا ما بعد الأسد، حيث يرى مراقبون أن إلغاء «قيصر» لا يعني نهاية الضغوط السياسية، بل انتقالها إلى أدوات رقابة وابتزاز جديدة، في ظل إجماع أمريكي غير مستقر يمكن أن ينقلب في أي لحظة، ما يضع الحكومة السورية الجديدة أمام اختبار دائم في علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها.