
"لوحات من تحت الركام".. الفن ينهض من أنقاض كفرزيتا
شهدت مدينة كفرزيتا، الواقعة في ريف حماة الشمالي، حدثاً ثقافياً لافتاً تمثل في إقامة معرض فني بعنوان "لوحات من تحت الركام"، داخل مبنى المركز الثقافي المدمّر جزئياً، وذلك في إطار فعاليات مهرجان ربيع حماة.
وتضمنت فعاليات المعرض عرض مجموعة من اللوحات الفنية المميزة، التي عبّرت في مضامينها عن مراحل الثورة السورية، وشخصياتها البارزة، والرموز التي ترسّخت في الذاكرة الجمعية للسوريين، نظراً لما قدّموه من تضحيات، وما تركوه من أثرٍ إنساني ووطني خلال سنوات الثورة.
كما شهد المعرض فقرة للأناشيد الثورية، التي لطالما لامست وجدان السوريين، وعبّرت عن آلامهم وآمالهم، وعن معاني الصمود، والانتصار، والتضحية، لتبقى حاضرة في الوجدان الشعبي كجزء لا يتجزأ من ذاكرة الثورة السورية.
وفي تصريح خاص لشبكة شام، قال المحامي عبد الناصر حوشان، رئيس مكتب الشؤون السياسية في الريف الشمالي بحماة، ومكلف برئاسة مجلس مدينة كفرزيتا: "انبثقت فكرة المعرض قبل نحو خمسة أشهر، عقب تحرير المدينة، حيث أُقيم حينها معرض فني في المركز الثقافي بمدينة حماة تحت عنوان "رحلة انتصار"، بمشاركة طلاب معهد سهيل الأحدب للفنون".
وأشار إلى أن ذلك المعرض لوحاتٍ فنية وثّقت مراحل الثورة السورية، بالإضافة إلى أعمال جسّدت مجازر حماة في ثمانينيات القرن الماضي، مما أضفى عليه طابعاً توثيقياً وإنسانياً قوياً.
وأضاف: "في وقت لاحق، اقترحنا على إدارة المعهد أن يقوم طلابه برسم مشاهد الدمار مباشرة من قلب المناطق المتضررة، لتكون الأعمال الفنية انعكاساً واقعياً لما شهدته هذه المدن من قصف ودمار. وقد لاقت الفكرة تجاوباً مباشراً من إدارة المعهد".
وهكذا، جاءت هذه الفعالية الفنية الجديدة ضمن برنامج مهرجان ربيع حماة، لتجمع بين الفن، والتوثيق، والذاكرة الشعبية، في محاولة لإحياء الأماكن المدمّرة بروح الإبداع والمقاومة.
وأشار حوشان إلى أن الفن يمكن أن يكون وثيقة تاريخية، من خلال اللوحات التي ترصد الواقع وتحوله إلى أعمال فنية يُظهر فيها الرسام مهاراته وإبداعه. لذلك، كان اختيار المركز الثقافي العربي في كفرزيتا رسالةً مفادها أنَّ ما دمّره النظام، يمكن أن يُعاد بناؤه من خلال بناء الإنسان نفسه، عبر ترسيخ الثقافة والعلم كأهم ركائز هذا البناء.