"لن ننساكم"… فعالية لإحياء الذكرى الأولى للتحرير تؤكد حقوق الناجين وذوي المفقودين
نظمت مؤسسة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، اليوم، فعالية في مقرها بدمشق بمناسبة الذكرى الأولى للتحرير، لاستذكار تضحيات الشهداء والمفقودين والناجين من الاعتقال، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لمناصرة قضية المعتقلين والمفقودين والدفاع عن حقوقهم.
وأقيمت الفعالية تحت شعار “لن ننساكم فأنتم نصرنا الأبدي”، تزامناً مع حلول الذكرى الأولى ليوم التحرير، ومع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ومع اختتام حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتضمنت الفعالية جلسات حوارية ناقشت رؤية الناجين واحتياجاتهم، والتحديات التي يواجهونها بعد خروجهم من معتقلات النظام البائد، إضافة إلى كتابة رسائل موجهة إلى “الهيئة الوطنية للمفقودين” و”الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية”، عبّر فيها الناجون وذوو المفقودين عن مطالبهم وتطلعاتهم بشأن القضايا المتعلقة بالعدالة والحقوق وجبر الضرر.
خدمات صحية ومادية للناجين
وأوضح المدير التنفيذي للمؤسسة، دياب سرية، في تصريح لمراسل سانا، أن المؤسسة قدمت منذ يوم التحرير خدمات صحية واستشارية لنحو 325 ناجياً وناجية عبر مركزها في دمشق، كما قدمت مساعدة مالية لمرة واحدة لنحو 600 ناجٍ.
ولفت إلى أن المؤسسة توفر خدمات الإسعاف النفسي الأولي من خلال شبكة إحالة طبية تضم الهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعية الطبية السورية الأمريكية SAMS لمعالجة الحالات الجسدية والنفسية، وقد أطلقت برامج الدعم النفسي والجسدي في حزيران الماضي.
تأهيل نفسي ودعم اجتماعي
بدوره، أوضح منسق برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي–الاجتماعي في المؤسسة، عبد الله الأعرج، أن البرنامج يهدف إلى توفير التأهيل النفسي والاجتماعي للناجين من الاعتقال ولذوي المفقودين، باعتبار هذا الدعم حقاً أساسياً بعد ما تعرضوا له من تعذيب وانتهاكات.
واعتبر الأعرج أن اتساع حجم الاحتياجات مقابل ضعف الإمكانات يشكّل أحد أبرز التحديات أمام المؤسسة، لاسيما في ظل معاناة الناجين من ظروف نفسية وصحية صعبة نتيجة سنوات الاعتقال الطويلة، وحاجتهم الملحّة للتقدم في مسار العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحقهم.
وأشار الأعرج إلى أن غالبية الناجين وذويهم يعيشون في وضع اقتصادي متدهور نتج عن الابتزاز المالي الذي تعرضوا له سابقاً من قبل قوات النظام البائد، إضافة إلى فقدان ممتلكاتهم وحاجتهم إلى دعم مستدام يؤمّن سبل العيش الكريم.
مطالبات بالعدالة ومحاسبة المنتهكين
وأكد عدد من الناجين المشاركين في الفعالية أن الذكرى الأولى لعيد النصر تمثل مناسبة لاستذكار شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، مشددين على أهمية تضافر جهود السوريين لحماية مكتسبات النصر، ومتابعة مسار المحاسبة والعدالة الانتقالية، وجبر ضرر الضحايا وذوي المفقودين، وتقديم الدعم الكافي لهم.
وكانت مؤسسة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا قد عقدت في 21 تشرين الثاني الماضي الاجتماع الأول لهيئتها العامة في مقرها بدمشق، وناقشت خلاله آخر المستجدات المتعلقة بملف المعتقلين والمفقودين لدى النظام البائد، وآليات تلبيـة احتياجات الناجين وذويهم، وخطط العمل للمرحلة المقبلة، والتحديات التي تواجه تعزيز العدالة والمساءلة.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة تأسست مطلع عام 2025، وهي امتداد لرابطة تأسست في تركيا عام 2017 لتمثيل الناجين من سجن صيدنايا وعائلاتهم. ويُعدّ هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية وحشية في عهد النظام البائد، وقد عُرف بلقب “المسلخ البشري” لما شهده من إعدامات وتعذيب ممنهج، ليجسد أحد أكبر مشاريع القتل الممنهج في القرن الحادي والعشرين ضد شعب أعزل، ويكشف عن الوجه الدموي الذي ميّز حقبة حكم الأسد المجرم.