
لتعزيز الاستثمار في سوريا.. "الشرع" يلتقي نخبة رجال الأعمال والمستثمرين في نيويورك
كثّف الرئيس السوري أحمد الشرع نشاطه الدبلوماسي والاقتصادي في نيويورك على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في إطار تحرك واسع يهدف إلى إعادة تقديم سوريا كلاعب فاعل في الساحة الدولية بعد سنوات من الحرب والعزلة.
لقاء مع رجال الأعمال والمستثمرين
والتقى الرئيس الشرع، نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي كبرى الشركات الأمريكية والعالمية في جلسة الطاولة المستديرة التي نظمتها غرفة التجارة الأمريكية، حيث ناقش معهم فرص الاستثمار المتاحة في سوريا والإمكانات الاقتصادية الواعدة بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وشملت قائمة الشركات المشاركة أسماء بارزة مثل: «غوغل»، «مايكروسوفت»، «فيزا»، «ماستركارد»، «شِل»، «بيكتل»، «كاتربيلر»، «بوينغ»، «توتال إنرجيز»، «أوبر»، «سيتي»، «ماستركارد»، «فوسفوروس سيكيوريتي»، «جي إي للرعاية الصحية»، «مايكروسوفت»، «إلومينا»، وغيرها من الشركات الأمريكية والعالمية الكبرى.
مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي
وعلى الصعيد السياسي، التقى الرئيس الشرع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وبحث معه أهمية العلاقات السورية – الإسرائيلية في تعزيز الأمن الإقليمي، إلى جانب جهود مكافحة الإرهاب. وأفاد بيان للخارجية الأميركية بأن الاجتماع شهد نقاشاً حول الجهود المبذولة لتحديد أماكن أميركيين مفقودين في سوريا.
وقال روبيو في منشور على منصة «إكس»: «التقيتُ بالرئيس السوري أحمد الشرع لمناقشة أهدافنا المشتركة في سوريا مستقرة وذات سيادة، والجهود المتواصلة لتحقيق الأمن والازدهار لجميع السوريين»، مضيفاً: «كما ناقشنا تنفيذ إعلان الرئيس دونالد ترامب التاريخي بشأن تخفيف العقوبات عن سوريا، والعلاقات بين سوريا وإسرائيل».
لقاءات متواصلة مع قادة ومسؤولين
وسع الرئيس السوري نشاطه ليشمل لقاء رئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، والاجتماع برئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره، إلى جانب لقاء السيناتور جين شاهين عضو مجلس الشيوخ الأميركي والنائب غريغوري ميكس عضو مجلس النواب الأميركي. هذه اللقاءات المتتابعة تعكس انفتاح دمشق على مختلف الدوائر السياسية الغربية وتعزيز قنوات التواصل معها.
مشاركة في مؤتمر «حل الدولتين»
شارك الرئيس السوري برفقة وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني في مؤتمر «حل الدولتين» المنعقد في قاعة الجمعية العامة، حيث دعت رئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يقوّض آفاق الحل السياسي، وأن السبيل الوحيد للسلام هو حل الدولتين.
خطاب مرتقب أمام الجمعية العامة
من المقرر أن يلقي الرئيس أحمد الشرع يوم الأربعاء المقبل خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أول مشاركة رسمية لسوريا بهذا المستوى منذ أعوام، حيث سيعرض ملامح المرحلة المقبلة وخطة سوريا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
حضور اقتصادي بارز في قمة «كونكورديا»
إلى جانب نشاطه السياسي، حضر الرئيس جلسة مائدة مستديرة مع كبار المستثمرين والخبراء الاقتصاديين ضمن أعمال قمة «كونكورديا» الخامسة عشرة في نيويورك، وأجرى مقابلة مباشرة مع المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس، حيث أكد أن قضية الشعب السوري كانت «قضية حق وقضية نبيلة» في مواجهة نظام مجرم ارتكب جرائم حرب ومجازر جماعية، موضحاً أن معركة تحرير سوريا جرت بأقل الخسائر بفضل الخبرة المكتسبة في إدلب، وأن حل المشكلات المتراكمة عبر ستة عقود يحتاج إلى التدرج لا القفزات.
مرحلة تاريخية جديدة وعلاقات متجددة مع الغرب
أوضح الشرع أن سقوط النظام فتح مرحلة تاريخية جديدة للمنطقة، وأن هناك مصالح متطابقة اليوم بين سوريا والغرب والولايات المتحدة، مؤكداً حاجة سوريا إلى فرصة جديدة للحياة، ولافتاً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أزال العقوبات عن سوريا لكن على الكونغرس أن يعمل أكثر لرفعها بشكل نهائي.