كمين العتيبة: أب يواجه الحقيقة القاسية بعد عقد من الانتظار
كمين العتيبة: أب يواجه الحقيقة القاسية بعد عقد من الانتظار
● أخبار سورية ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

كمين العتيبة: أب يواجه الحقيقة القاسية بعد عقد من الانتظار

في يوم بدا عادياً لكنه حمل جرحاً غائراً في الذاكرة السورية، عاد ملف "كمين العتيبة" إلى الواجهة من جديد، ففي الثامن عشر من أيلول/سبتمبر 2025، أعلنت مصادر رسمية العثور على رفات نحو مئة شخص قضوا قبل أكثر من عقد في الكمين الذي نفذته قوات النظام البائد على أطراف البلدة الواقعة بريف دمشق، ليُكشف أخيراً النقاب عن فصل دموي ظل طيّ الغموض سنوات طويلة.

الرفات المكتشفة تعني أكثر من مجرد أرقام؛ فهي حكايات لأسر بقيت عقداً من الزمن لا تعرف مصير أحبّتها، تتأرجح بين الأمل والخوف، تتساءل كل يوم إن كان مفقودوها في السجون أم بين الأحياء أم في عداد الموتى. هذا الغموض الطويل لم يكن سوى وجه آخر من وجوه الألم الجماعي الذي عاشته المجتمعات السورية في سنوات الحرب.

قصة علي الحسن: صدمة الحقيقة
من بين القصص التي هزّت الرأي العام السوري، قصة علي الحسن الذي تعرّف على رفات ابنه المفقود منذ عام 2014 من خلال الملابس التي كان يرتديها، وعلي لم يفقد ابنه فقط، بل اكتشف أيضاً أن اثنين من أولاد أخته كانوا ضمن الضحايا، لتتحول لحظة اللقاء بالرفات إلى صدمة مركبة تختزل قسوة الانتظار ومرارة النهاية. 


وفي مقاطع فيديو متداولة، وجّه علي نداءً حزيناً بمحاسبة المسؤولين وملاحقة كل من تورط في هذه الجريمة، مطالباً بالحق والعدالة لأرواح الضحايا.

تفاعل شعبي ودعوات للعدالة
هذه المشاهد المؤلمة فجّرت موجة واسعة من التعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف السوريون إحساس علي بأنه أقصى درجات القهر الإنساني: أب يضم عظام ابنه بعد أكثر من عشر سنوات على اختفائه، وورأى ناشطون أن هذه المقابر الجماعية تمثل شاهداً حيّاً على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها النظام البائد، وحافزاً لتسريع مسار المحاسبة والعدالة الانتقالية.

من الألم إلى العدالة
اكتشاف هذه الرفات ليس مجرد حدث إنساني، بل فرصة حقيقية لتحويل الحزن إلى فعل سياسي وقانوني، عبر توثيق الجرائم وضمان محاكمة المسؤولين عنها، فهذه المقابر لا تذكّر فقط بماضٍ دامٍ، بل ترسم أيضاً ملامح مستقبل يمكن أن يضمن للضحايا وأسرهم حقهم في الحقيقة والإنصاف، ويكرّس بناء سوريا جديدة تُصان فيها الكرامة الإنسانية ولا تُرتكب فيها مثل هذه الجرائم مجدداً.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ