كفرزيتا تطلق حملة "باسم كل شهيد غرسة زيتون" لتخليد الشهداء وتعزيز الغطاء النباتي
أطلق أهالي الشهداء في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، حملة تشجير تحت شعار "باسم كل شهيد غرسة زيتون"، بهدف إعادة الغطاء النباتي الذي فقدته المدينة خلال سنوات الثورة، وتخليد أسماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل النصر والحرية.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، قال مؤيد أحمد الدرويش، متطوع ضمن الحملة ومبتكر الفكرة، إن النظام البائد قام بقطع الأشجار بطريقة همجية خلال سيطرته على مدينة كفرزيتا، ولم يكتف بذلك فحسب، بل كان يحرقها بعد القطع، ما أدى إلى فقدان أعداد كبيرة من الأشجار وأثر بشكل واضح على الغطاء النباتي في المنطقة.
وبعد عودة الأهالي من مناطق الشمال إلى ديارهم عقب سقوط النظام وتحرير المدينة، تفاجأ أبناء كفرزيتا بأعداد كبيرة من الأشجار المقطوعة، مثل الزيتون والفستق، من بينها أشجار يزيد عمر بعضها عن عشرات السنوات.
وتابع أن الأهالي كانوا يمتلكون قبل النزوح آباراً ارتوازية جوفية، مجهزة بمعدات تعمل بالديزل والطاقة الشمسية، تعرضت للسرقة على يد قوات النظام، ما أثر على الزراعات الموسمية بعد العودة، في ظل عجز الفلاحين عن تأمين المعدات اللازمة لتشغيل الآبار، الأمر الذي انعكس بدوره على الغطاء النباتي.
وأردف درويش أن هذه الأسباب دفعتهم لإطلاق الحملة، التي ستكون مفتوحة دون مهلة محددة، بهدف تحويل كفرزيتا إلى "مدينة زيتون" تكريماً للشهداء، بحيث تُخصص لكل شهيد شجرة زيتون باسمه، حيث أن المبادرة ستتابع وضع بطاقة تعريفية على كل شجرة، تتضمن اسم الشهيد الثلاثي وتاريخ ميلاده واستشهاده، مع باركود يمكن قراءته عبر الهاتف لتقديم لمحة عن حياة الشهيد منذ ولادته وحتى استشهاده، إلى جانب إضفاء جمالية على المدينة، بحيث تصبح شجرة الزيتون شعاراً خاصاً بالحملة خلال الأيام القادمة.
وفيما يتعلق بالدعم المالي، نوه السيد مؤيد إلى أن أهالي الشهداء وأصدقاؤهم وذووهم يشاركون في الحملة من خلال تغطية تكاليف الأشجار، بينما تقوم اللجنة المجتمعية في المدينة بتجهيز موقع للغرس وتخصيص رقم لكل شجرة، مع تحديد شروط تنظيمية للعمل، تشمل القياس الموحد للأشجار ونوع الغراس، والمسافات والعمق وطريقة الزراعة. وفي المرحلة الأولى، من المخطط غرس نحو 600 شجرة تقريباً، بما يعادل عدد الشهداء.
وأكد مؤيد درويش أن الحملة لاقت تجاوباً وتفاعلاً كبيرين من المجتمع المحلي، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستُخصص لكل شخص شجرة زيتون، بهدف تشجيع جميع أبناء البلدة على المشاركة.
وفي ختام حديثه، أعرب درويش عن أمنيته بأن تحظى هذه المبادرة بالتقدير في المجتمع السوري لعدة أسباب، منها تعزيز المحبة بين الأهالي، وتخليد ذكرى الشهداء لتكون شاهدة على سيرتهم المشرفة، وزيادة مساحة الغطاء النباتي في المدينة، فضلاً عن الفائدة المادية المستقبلية عندما تكبر الأشجار وتصبح قادرة على الإنتاج.