
"قسد" تعيد تجنيد فلول النظام.. تعزيزات من دير الزور إلى دير حافر بريف حلب
تداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر إرسال "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تعزيزات عسكرية انطلقت من بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي نحو مدينة دير حافر شرقي حلب، بمشاركة مقاتلين من فلول نظام الأسد البائد، وفق ما يُسمع في التسجيل عبارة هؤلاء من الطائفة العلوية.
ويظهر في المقطع رتلٌ عسكري لقسد يتجه شمالاً، فيما يتفاخر أحد العناصر بوجود مقاتلين سابقين من قوات الأسد ضمن صفوفهم، ملوّحاً بما وصفه بـ"غزو الساحل السوري".
وتؤكد مصادر ميدانية أن قسد أعادت بالفعل تجنيد العشرات من ضباط وعناصر النظام السابق، ممن لجؤوا إلى مناطق سيطرتها بعد سقوط النظام، خصوصاً من أصحاب الخبرات في مجال الصواريخ والدفاع الجوي، في خطوة تراها بعض الأوساط محاولة لتوسيع نفوذها العسكري عبر الاستفادة من خبرات النظام السابق.
في المقابل، أعلنت "قسد" أنها أحبطت ثلاث محاولات تسلل لمجموعات تتبع لقوات الحكومة الانتقالية في منطقة دير حافر، مشيرة إلى أن مقاتليها "على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم يستهدف أمن واستقرار المنطقة".
ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات الميدانية في الشمال والشرق، مع اقتراب انتهاء المدة الزمنية لتنفيذ اتفاق آذار بين الرئيس أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي، والذي ينص على ملاحقة فلول النظام البائد.
في حين يرى مراقبون أن قسد تحاول استفزاز الدولة السورية الجديدة لجرّها إلى مواجهة في توقيت يخدم حساباتها السياسية والعسكرية، بينما تراقب تركيا المشهد عن كثب بانتظار نتائج التوتر الأخير.
ونشرت ما يسمى بـ"وحدات حماية المرأة – YPJ" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بيانًا بوقت سابق قدّمت فيه مقاتلة تُدعى "روكن طرطوس" بوصفها من "فتيات الساحل السوري"، مشيرة إلى انتمائها للطائفة العلوية وتطوّعها ضمن الوحدات المسلحة التابعة للإدارة الذاتية.
وفُسر البيان أنه اعترافًا صريحًا بتجنيد مقاتلات من الطائفة العلوية ضمن صفوف ميليشيات "قسد" واعتراف ضمني بتجنيد طائفي من خارج الحاضنة الكردية كما حمل البيان بُعدًا لافتًا من الناحية السياسية، ومليء بالرسائل والمغالطات والإيديولوجية.
وعمدت "قسد" عبر تسويق شخصية علويّة كرمز ضمن صفوف وحدات حماية المرأة ويُعدّ هذا الطرح بمثابة إقرار ضمني بتوسيع عمليات التجنيد الطائفي الموجه، وهو ما يخالف الرواية التقليدية لـ"قسد" عن كونها قوة تمثل الهويات المحلية لمناطق شمال شرقي سوريا.
رواية مشكوك فيها: من "نازحة" إلى "مقاتلة"
ووفق ما ورد في البيان، زعمت "روكن طرطوس" أنها نزحت إلى "غرب كردستان" – وفق التوصيف المستخدم في إعلام الإدارة الذاتية – هربًا من ما وصفته بـ"مجازر هيئة تحرير الشام" في الساحل السوري، متهمة الحكومة السورية الجديدة بتبنّي "عقلية طائفية وتعصبية".
لكنّ مصادر ميدانية شككت بصحة هذه الرواية، مشيرة إلى أن الفتاة ذاتها كانت محور معلومات متداولة مؤخرًا تتحدث عن اختطافها، قبل أن يتبيّن لاحقًا أنها وصلت إلى مناطق سيطرة "قسد" وانضمت طوعًا إلى صفوف وحدات حماية المرأة.
توظيف سياسي وشخصنة خطاب "آبو"
اعتمد البيان على تسويق فكر عبد الله أوجلان (المعروف بـ"القائد آبو") كمنقذ لأبناء الساحل السوري، ودعت "روكن طرطوس" علنًا أهالي منطقتها إلى "التعرّف على أفكاره" واعتبار "حريته الجسدية حرية للبشرية جمعاء"، في خطاب أيديولوجي مشحون لا يخلو من شخصنة الصراع وتسييس معاناة النساء بطريقة موجهة.
هذا وشاركت المقاتلة في عمليات عسكرية لقسد في دير الزور، واعتبرتها "ردًا حاسمًا على الهجمات الإرهابية على مجتمعها"، في إشارة مبطّنة إلى أن دورها كمقاتلة يحمل طابعًا انتقاميًا طائفيًا مؤطرًا بإيديولوجيا “الأمة الديمقراطية”، وهو ما يُثير تساؤلات حول دوافع قسد من استخدام هذه السرديات لإضفاء مشروعية شعبية على حملاتها العسكرية.