قرار “قسد" بمنع احتفالات التحرير يثير استنكار الشارع السوري
قرار “قسد" بمنع احتفالات التحرير يثير استنكار الشارع السوري
● أخبار سورية ٦ ديسمبر ٢٠٢٥

قرار “قسد" بمنع احتفالات التحرير يثير استنكار الشارع السوري

أثار قرار ميليشيا "قسد" بمنع الاحتفالات بذكرى تحرير سوريا واستقبال سقوط نظام الأسد استنكارًا واسعًا وتململًا شعبيًا في مناطق سيطرتها، وسط توتر ملحوظ بين السكان الذين اعتبروا هذا القرار تهديدًا لإرادتهم الوطنية والتعبير عن هويتهم، ومحاولة لفرض السيطرة على الرموز الوطنية والتاريخ المشترك.

تضارب السرديات: الفرح الوطني مقابل مشروع "قسد"

يرى ناشطون أن الاحتفالات الشعبية تعيد إحياء خطاب الثورة السورية الموحد، وتبرز وحدة السوريين وارتباطهم بالهوية الوطنية، بينما تسعى "قسد" للترويج لسرديتها الإدارية والسياسية المحلية، خشية أن تشوش الرسائل الشعبية على روايتها في شرق الفرات. التعميم الرسمي الصادر عن الإدارة الذاتية بمنع الاحتفالات ورفع العلم السوري يعكس خشيتها من أي تجمع شعبي يحمل شعارات وطنية قد يهدد مشروعها الانفصالي ويكشف زيف سرديتها أمام السكان المحليين.

ناشطون ومستقلون يستنكرون القرار

الناشطة ياسمين الكزبري قالت إن منع الاحتفالات والإضراب الذي دعا إليه بعض الأطراف ليس موقفًا سياسيًا عاديًا، بل تعبير عن صدمة الميليشيا أمام إرادة السكان المحليين وسردياتهم الوطنية.
الناشط عمر الحريري وصف القرار بأنه تناقض صارخ، مؤكدًا أن منع التجمعات يعكس استمرار فرض السيطرة بالقوة على المجتمع.
الصحفي غسان إبراهيم أشار إلى أن القرار ليس إجراءً أمنيًا بقدر ما هو موقف سياسي يظهر خوف "قسد" من الزخم الشعبي الذي قد يتحول إلى رفض علني لمشروعها الانفصالي.
المحللة السياسية يسرى الشيخ اعتبرت أن منع الفعاليات الجماهيرية يعكس رفض "قسد" للانتماء للثورة السورية أو لمصير سوريا، معتبرة أن الجزيرة السورية لم تتحرر بعد.
محمود علوش، كاتب وباحث سياسي، وصف التبرير الأمني بأنه ذريعة تخفي قلق "قسد" من أن تكشف الاحتفالات حقائق تحاول طمسها للحفاظ على سرديتها ومشروعها الانفصالي.
الصحفي مهاب ناصر أشار إلى أن التعميم يعود إلى خشية الميليشيا من اندلاع مظاهرات ضدها كما حدث في العام الماضي.
الناشط صبري المحمض أضاف أن الميليشيا تخشى أن تتحوّل أفراح عيد التحرير إلى مظاهرات تكشف حقيقتها، معتبرًا أن هذا المنع يُضاف إلى سجل فصلها عن المجتمع السوري، وأن ذكرى سقوط حليفها الذي سلّم لهم مناطق الجزيرة تعتبر مصدر مرارة لها وليس مناسبة للاحتفال.

تأثير القرار على المجتمع المحلي

يُظهر قرار "قسد" مدى التباين بين إرادة السكان المحليين وسرديات الميليشيا، حيث يرفض الشعب السوري محاولة فرض مشروع انفصالي لا يعكس هويته الوطنية. هذا القرار يزيد من الفجوة بين الإدارة الذاتية والمجتمع المحلي، ويؤكد أن أي محاولة لاحتواء التعبير الشعبي أو طمس الرموز الوطنية تصطدم بوعي السكان المحليين وإصرارهم على الاحتفال بهويتهم وذاكرتهم الوطنية.

يعكس منع الاحتفالات بذكرى تحرير سوريا من قبل "قسد" خوف الميليشيا من الزخم الجماهيري الذي يمكن أن يكشف هشاشة مشروعها الانفصالي ويفضح بعدًا مهمًا من زيف سرديتها في شرق الفرات. القرار السياسي لا يقتصر على منع التجمّعات، بل يشير إلى رغبة "قسد" في السيطرة على الرموز الوطنية ومنع أي تعبير شعبي يوحد السوريين ويعكس رفضهم لمشروعها.
في الوقت نفسه، يظهر رد فعل المجتمع المحلي إصرارًا على التمسك بالهوية الوطنية السورية والاحتفال بالذكرى كرمز لوحدة الشعب وصموده. هذا التوتر بين مشروع "قسد" وانتماء السكان الوطني يؤكد أن المشروع الانفصالي لن ينجح في فرض نفسه على إرادة السكان، وأن أي محاولة لاحتواء الشعب بالقوة ستواجه بالرفض والمقاومة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ