فيدان: لا منافسة مع إسرائيل في سوريا… وحدود الدول ليست مجالاً للمساومة
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، بما في ذلك التوغلات البرية في الجنوب، تُعد "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" وتهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي، مشدداً على أن بلاده لا تخوض أي منافسة مع إسرائيل داخل سوريا، ولا ترى نفسها وإياها في موقع أو مسعى واحد.
وقال فيدان وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، إن السلوك الإسرائيلي في سوريا يعكس "مخططاً توسعياً يستهدف وحدة الأراضي السورية وسيادتها"، لاسيما في مرحلة تعمل فيها دمشق على إعادة بناء اقتصادها عقب رفع العقوبات الأميركية.
وأضاف أن إسرائيل توظف ذريعة المخاوف الأمنية لإبقاء سوريا ودول المنطقة في حالة ضعف دائم، مؤكداً أن تل أبيب منزعجة من تنامي الدعم الدولي للحكومة السورية الجديدة.
وشدد الوزير التركي على أن حدود الدول يجب احترامها دون استثناء، قائلاً: "حدود إسرائيل المعترف بها دولياً واضحة، وكذلك حدود سوريا. ولا يجوز لأي طرف أن يتعدى على حدود الآخر". ورداً على الحديث عن وجود تنافس تركي–إسرائيلي في سوريا، أوضح: "لا نرى أنفسنا في سباق مع إسرائيل على الساحة السورية، ولسنا في التصنيف ولا في الموقع نفسه معها في هذا الملف".
وتطرق الوزير إلى ملف "قوات سوريا الديمقراطية"، مؤكداً وجود صلة مباشرة بين التحركات الإسرائيلية داخل سوريا وبين تردد "قسد" في الاندماج الكامل ضمن الجيش السوري، وأشار إلى أن المهلة المخصصة لتطبيق اتفاق 10 آذار تنتهي بنهاية العام الجاري، متوقعاً أن "تتوصل قسد إلى اتفاق مع الحكومة السورية في اليوم الذي تصل فيه إسرائيل إلى أرضية مشتركة مع دمشق".
وأعرب وزير الخارجية التركي عن أمله في تجنب أي اشتباك بين الجيش السوري و"قسد"، مؤكداً أن المواجهة "ليست في مصلحة أحد"، وداعياً القوات الكردية إلى الالتزام بالاتفاق والانضمام إلى مؤسسة عسكرية وطنية موحدة.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن "قوات سوريا الديمقراطية – قسد" لا تُظهر أي نية للالتزام باتفاق الاندماج في مؤسسات الدولة السورية، موضحاً في مقابلة مع وكالة رويترز على هامش مشاركته في منتدى الدوحة أن "قسد" تحاول الالتفاف على التفاهمات المقترحة مع الحكومة السورية، رغم عدم استبعاده إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في المرحلة المقبلة.
وأشار فيدان إلى أن أنقرة ترى أن مغادرة العناصر غير السورية من "قسد" يمكن أن تمثّل خطوة أولى "جيدة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن عملية دمج هذه القوات في الجيش السوري معقدة وتتطلب "نوايا صادقة" لضمان نجاحها. وشدد على أن تركيا لا تمنح الحكومة السورية "شيكاً على بياض" في تعاملها مع الأقليات، وأن جميع السوريين يجب أن يشعروا بالأمان والحرية.
وأضاف الوزير التركي أن الكارثة التي كانت تشهدها سوريا في عهد نظام الأسد البائد كانت "أمراً لا يُحتمل" بالنسبة لتركيا، لافتاً إلى أن السياسات الإسرائيلية "المزعزعة للاستقرار" تمثّل العقبة الأبرز أمام جهود إعادة بناء الوحدة السورية.
وكان أكد فيدان خلال مشاركته في منتدى الدوحة أن تركيا تبنّت منذ بداية الحرب في سوريا سياسة "الباب المفتوح"، ما أتاح لعدد كبير من السوريين اللجوء إليها، مشيراً إلى أن معالجة الوضع السوري تتطلب تعاوناً دولياً أوسع، وأن السنوات الماضية قدّمت دروساً صعبة ينبغي الاستفادة منها.