"فداءً لحماة".. مبادرة وطنية تنطلق اليوم لإحياء محافظة أنهكتها الحرب
"فداءً لحماة".. مبادرة وطنية تنطلق اليوم لإحياء محافظة أنهكتها الحرب
● أخبار سورية ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥

"فداءً لحماة".. مبادرة وطنية تنطلق اليوم لإحياء محافظة أنهكتها الحرب

تنطلق اليوم السبت 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 في الملعب العشبي بمدينة حماة، فعاليات حملة جمع التبرعات تحت عنوان "فداءً لحماة"، بهدف دعم جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب في المدينة وريفها خلال السنوات الماضية. 


وشهدت الحملة تفاعلاً واسعاً من نشطاء ومؤسسات أهلية وثورية وفنانين وشخصيات حكومية، الذين دعوا إلى المشاركة الفاعلة ومساندة المبادرة باعتبار أن حماة تستحق استعادة عافيتها والتخلص من إرث الدمار وتبعات الحرب.

محافظة حماة تستنفر قادتها لإنجاح المبادرة
وكان عقد محافظ حماة عبد الرحمن السهيان اجتماعاً موسعاً ضم مسؤولين وقيادات المحافظة بهدف توحيد الجهود وتنسيق الرؤى لدعم الحملة، مؤكداً أن هذه المبادرة تشكّل محطة مفصلية في مسار استعادة الحياة داخل المدينة وتهيئة الظروف لعودة كريمة للمهجرين. 


وشدد المحافظ على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات والفعاليات لإنجاح الحملة بما يعكس صورة حماة كمدينة صامدة وقدّمت الكثير خلال سنوات الحرب.

كما أجرى السهيان جولة تفقدية للاطلاع على سير التحضيرات الخاصة بفعالية "فداءً لحماة"، برفقة معاون وزير الإعلام عبادة كوجان ومدير إعلام حماة قصي الشبيب، حيث شدد على أهمية استكمال جميع التجهيزات اللازمة لضمان تنظيم فعالية تليق بجهود أهالي المدينة. 


وأكد أن هذه الحملة تأتي انسجاماً مع توجهات الحكومة في تعزيز الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي، موضحاً أن نجاحها يحمل رسالة وفاء لحماة وأبنائها، ويجسد روح التعاون في سبيل توفير الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة المهجرين إلى قراهم وبلداتهم.

تُعَدّ مدينة حماة إحدى أكثر المدن السورية التي دفعت ثمناً باهظاً خلال العقود الماضية، إذ تراكمت فيها آثار الدمار والتهجير والخسائر الاقتصادية والإنسانية على نحو يفوق طاقة أي مدينة على التعافي دون دعم وطني واسع. ويستند التعاطف الكبير مع حملة «فداءً لحماة» إلى رمزية عميقة ارتبطت باسم المدينة في الوعي السوري الجمعي.

حماة، التي تُلقَّب بـ مدينة النواعير، تمثل شرياناً تاريخياً للثقافة السورية، وملتقى للعلوم والفكر والدين، وركيزة اجتماعية لها وزنها في النسيج الوطني، وعلى الرغم من عقود من القمع والظروف الصعبة، حافظ أهلها على روح التماسك والصمود، وهو ما جعل من المدينة رمزاً للإرادة السورية في مواجهة المحن وتحويل الألم إلى قوة.

وقد خلّفت الحرب آثاراً مدمّرة على البنية التحتية والأحياء السكنية والخدمات الأساسية في حماة، ما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها، وتدهور الدور الاقتصادي والتاريخي للمدينة. لذلك تأتي الحملة الأخيرة استجابة لنداء مدينة منكوبة تحتاج إلى إعادة تأهيل شامل، وإلى جهود مجتمعية ورسمية تعيد إليها مكانتها وتساعد أهلها على استعادة حياتهم الطبيعية.

ولأن حماة ليست مجرد مدينة، بل رمزاً وطنياً للثبات والكرامة، فإن نجاح الحملة يحمل معنى يتجاوز حدود المحافظة؛ فهو يؤكد إمكانية نهوض المدن السورية المتضررة عندما تتوحد الجهود، ويعيد تثبيت فكرة التضامن بين السوريين كقيمة تتقدم على الجراح والانقسام.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ