غياب المتابعة الأسرية يضعف التحصيل الدراسي ويثقل كاهل المعلمين
عادةً ما يعاني معلمو الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية من وجود طلاب لا يحظون بمتابعة أسرية كافية لشؤونهم الدراسية، إذ يهمل بعض الأهالي متابعة أبنائهم في المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، ولا يلتزمون بالإشراف على الواجبات المنزلية. ويؤدي هذا الإهمال إلى تراجع التحصيل الدراسي للطلاب، وفي الوقت ذاته يضيف أعباء إضافية على المعلمين إلى جانب مسؤولياتهم التعليمية الأساسية.
أسباب ضعف المتابعة المنزلية
غالباً ما يعود إهمال العائلة متابعة واجبات أبنائها الدراسية إلى عدة أسباب، منها انشغال الوالدين بأعمال ومسؤوليات أخرى، واعتمادهم الكامل على المدرسة، واعتقادهم أن المدرسة وحدها مسؤولة عن تعليم الطفل، وعدم إدراكهم أهمية دورهم في المساهمة الفعلية بالعملية التعليمية.
وفي بعض الحالات، يرفض الطفل التعاون، ما يجعل الأهل يشعرون بالإحباط ويميلون إلى التراخي في المتابعة. كما توجد دوافع أخرى مرتبطة بالبيئة الأسرية، مثل المشاكل والأزمات التي تشغل الوالدين عن الاهتمام بدراسة الطفل، أو قلة المعرفة الكافية لدى الوالدين لتقديم الدعم التعليمي داخل المنزل.
تقول أماني الحلو، أم لأربع طفلات وتقيم في بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، خلال حديثها لشبكة شام الإخبارية: "لدي ابنتان في المدرسة، واحدة في الصف الأول والأخرى في الثاني، ولا أستطيع متابعة كافة الوظائف لهما، فلدي أعمال المنزل، وزوجي مسافر، ولدي طفلة رضيعة وأخرى مريضة. أحياناً أستعين بمدرسة في الحارة، وأحياناً لا، لأن الموضوع يتطلب مالاً، ووضعي المادي لا يسمح بذلك".
تداعيات الإهمال الأسري
يؤدي إهمال الأهل لمتابعة شؤون أبنائهم الدراسية إلى تراجع اهتمام الطلاب بدروسهم وعدم القيام بالواجبات المطلوبة، إضافة إلى عدم الالتزام بتعليمات المعلمين أحياناً. وقد يشعر بعض الطلاب بالغيرة أو الاستياء عندما يعلمون أن زملائهم يحظون بدعم ومساعدة أسرهم في الواجبات المنزلية. ويترتب على هذا الإهمال انخفاض التحصيل الدراسي، وعدم قدرة الطلاب على الوصول إلى مستوى متوازن مع باقي زملائهم في الصف.
استراتيجيات لتعزيز المتابعة والدعم الأسري
ويقترح المدرس حسن بيوش بعض الطرق لمعالجة مشكلة ضعف المتابعة المنزلية، أبرزها تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة من خلال اجتماعات دورية، وإنشاء مجموعات واتساب، ووضع أرقام أولياء الأمور لإبلاغهم بالواجبات بشكل منتظم وضمان متابعتها. إلى جانب تشجيع الطفل على أن يحاول أداء الواجبات بمفرده أولاً، مع تدخل الأهل عند الحاجة فقط لتصحيح الأخطاء أو تقديم الدعم.
ويبقى الاهتمام الأسري بمتابعة دراسة الأبناء ركيزة أساسية لتفادي تراجع التحصيل الدراسي، وتقليل الأعباء عن المعلمين، وضمان نمو الطالب النفسي والسلوكي بشكل متوازن. فالدعم اليومي من الأهل يرسخ لدى الطالب الانضباط والمسؤولية، ويعزز ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة تحديات التعلم.