عقب استقالة بيدرسون .. الأمم المتحدة تدرس تعيين مبعوث جديد إلى سوريا
عقب استقالة بيدرسون .. الأمم المتحدة تدرس تعيين مبعوث جديد إلى سوريا
● أخبار سورية ١ أكتوبر ٢٠٢٥

عقب استقالة بيدرسون .. الأمم المتحدة تدرس تعيين مبعوث جديد إلى سوريا

كشفت مجلة Intelligence Online الفرنسية أن الأمم المتحدة تستعد لاختيار مبعوث خاص جديد إلى سوريا، مع تداول اسم دبلوماسي مصري كمرشح محتمل لهذا المنصب، وذلك عقب إعلان المبعوث النرويجي غير بيدرسون تنحيه في 18 أيلول/سبتمبر الجاري بعد ست سنوات من توليه المهمة منذ مطلع 2019.

ويعد قرار بيدرسون بالتنحي محطة جديدة في مسار تعاقب المبعوثين الأمميين إلى سوريا، الذين لم ينجح أيٌّ منهم في تحقيق اختراق جوهري في مسار التسوية السياسية.

أسباب الاستقالة ودلالاتها
وكان أوضح بيدرسون أمام مجلس الأمن أنه قرر مغادرة منصبه "لأسباب شخصية"، لافتاً إلى أنه كان ينوي ذلك منذ فترة، لكن "التغيرات الاستثنائية في سوريا وفتح فصل جديد" دفعاه للاستمرار خلال الأشهر الأولى من المرحلة الانتقالية. ووصف تلك الفترة بأنها "شرف ومسؤولية" سمحت له بتوجيه جهود الأمم المتحدة نحو التغيير التاريخي الجاري في البلاد.

في كلمته الوداعية، دعا المجتمع الدولي للوقوف بحزم إلى جانب سوريا ودعم المرحلة الانتقالية، محذراً من التدخلات الأجنبية. وأكد أن الفشل في هذا المسار قد تكون عواقبه "وخيمة"، مشيراً إلى أن سوريا اليوم تعيش "فجرًا جديدًا" يتطلب مفاوضات جادة وتسويات شجاعة.

 التحديات أمام سوريا الانتقالية
شدّد بيدرسون على أن السلطات الانتقالية تواجه إرثاً ثقيلاً من الحرب والاستبداد، يتجاوز أنقاض المباني ليشمل النسيج الاجتماعي والاقتصاد المتهالك. ودعا إلى دعم مادي دولي واسع النطاق يتناسب مع الطموحات السورية، يتضمن تحفيز القطاع الخاص وتخفيف العقوبات وتقديم مساعدات عاجلة لضمان نجاح عملية الانتقال السياسي.

قاد بيدرسون على مدى سنوات جهوده لتفعيل القرار 2254 ورعاية اجتماعات اللجنة الدستورية منذ 2019، وحافظ على اتصالات مع الحكومة والمعارضة والدول المؤثرة بحثاً عن تسوية شاملة، وبعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، دعا بيدرسون إلى فتح فصل جديد من السلام والمصالحة، وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم. 


وفي الشهر نفسه، زار دمشق والتقى الرئيس أحمد الشرع، حيث أكّد الطرفان على مراجعة القرار 2254 بما يتناسب مع الواقع الجديد، وأعرب عن أمله في رفع العقوبات وتسريع المساعدات لدعم الانتقال السياسي.

يختتم بيدرسون مهامه تاركاً وراءه إرثاً معقداً من الوساطة الأممية، فقد واجه صعوبات هائلة خلال سنوات الحرب، لكنه نجح في تثبيت الملف السوري على أجندة المجتمع الدولي، وفي تمهيد الطريق نحو مرحلة سياسية جديدة، ولو عبر جهود تراكمية لم تحقق اختراقاً حاسماً.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ