
عانت في سجون حافظ وملاحقة بشار ... وفاة الكاتبة والناشطة السورية المعارضة "رغدة حسن"
توفيت الكاتبة والناشطة السورية المعارضة "رغدة حسن"، بعد صراع طويل مع مرض عضال، وذلك بعد أيام من إجرائها عملية استئصال ورم خبيث، في المغترب، لتفارق الحياة بعد مسيرة طويلة عانت فيها الكثير، من الاعتقال في سجون الأسد الأب وملاحقة الابن إلى الغربة وصراعها مع المرض.
"رغدة حسن" من مدينة أبناء مدينة جبلة بريف اللاذقية، من عائلة تهتم بالثقافة والعلم وهي من الطائفة العلوية، دخلت عالم المعارضة السياسية منذ الثمانينات واعتقلت في التسعينيات لمدة عامين ونصف ضمن حملة شنها نظام حافظ الأسد على احزاب المعارضة آنذاك.
وكان نشاط الناشطة السورية في ذلك الحين مع "حزب العمل الشيوعي"، لتترك سوريا بعد نفي زوجها خارج البلاد وتقيم معه في لبنان ولم تعد الى سوريا الا بعد انتهاء حقبة حافظ الأسد واستلام بشار الاسد للحكم.
ونشطت "رغدة حسن" من جديد في الوسط الثقافي والسياسي، وكتبت روايتها التي تسرد فيها تجربة مؤلمة في أقبية الاستبداد وتتحدث فيها عن أوضاع المعتقلات في سوريا بعنوان " الأنبياء الجدد " والتي تم اعتقالها الثاني بسببها وبسبب نشاطها السياسي الذي كان في تلك الفترة يطمح للتغيير الديمقراطي وذلك في مطلع عام 2010.
وحوكمت الناشطة السورية أمام المحكمة العسكرية بتهمة" نقل أنباء كاذبة توهن نفسية الأمة" وتم الحكم عليها ثلاث سنوات، أطلق سراحها بعد أن قضت نصف المدة على هامش صدور عفو عن معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين عام 2011 لتنخرط في حراك الربيع العربي الذي كانت رياحه تجتاح المنطقة.
وتناول مخرج الأفلام الوثائقية البريطاني "شون مكاليستر"، قصة رغد في فيلم حقق جوائز كبيرة بعنوان "قصة حب سورية"، صور الفيلم قصة حياة "رغدة سعيد حسن" وشاب فلسطيني "عامر داوود"، كانا سجيني رأي، وتعارفا في أحد سجون النظام السوري، حيث لم تفلح الجدران في منع نشوء قصة حب جنونية عملاقة رغم التهديد بالقتل والمطاردة.
وشاركت رغد في الحراك الشعبي السوري بفالية كبيرة، وكانت من المشاركين في أول اعتصام حصل بعد الثورة كان اسمه "اعتصام الداخلية" وقتها اعتقل زوجها عامر وأحد أبنائها، دفعهم لاحقاً للخروج باتجاه لبنان، قبل أن تترك هي لبنان تعود لسوريا، لإحساسها بأنها خانت الشعب الثائر، وعادت عبر طرق التهريب وحدها.
حوصرت رغد في مدينة القصير في أول حصار لها عندما دخل جيش النظام، وبعدها هربت بمساندة الثوار إلى دمشق في 2012، وقامت بتشكيل منظمة "شباب الحرية لقيادة الثورة من الداخل"، وبدأت ترسل رسائل للشباب السوريين الوطنيين الذين تركوا سوريا وتناشدهم بالعودة وأنه لا أحد سيحرر البلد من الخارج.
مع صدور حكم إعدام بحقها، غادرت رغد إلى لبنان، ومن ثم توجهت مع عائلتها إلى فرنسا، لتدخل في متاهة العلاج، وعانت ظروف صحية ونفسية صعبة، قبل أن تسافر إلى تركيا لتكون قريبة منت وطنها، ورفضت كل عروض اللجوء في السويد والدنمارك وكانت تردد عبارة "أريد ان أموت في بلدي، الوطن بالنسبة لي ليس مجرد حجر. وطننا لم يتخل عنا نحن تخلينا عنه".