طلاب سوريون يعودون إلى مقاعدهم الجامعية ويواجهون تحديات جديدة
حرِم العديد من الطلاب السوريين من إكمال دراستهم الجامعية، نتيجة عوامل عدة كان أغلبها مرتبطاً بالظروف الأمنية، ليواجهوا تداعيات كبيرة بسبب الانقطاع عن التعليم. وبعد سقوط الأسد، أصبح بإمكانهم العودة إلى مقاعد الدراسة، إلا أن الطريق لم يكن خالياً من التحديات المتنوعة.
الطلاب بين الانقطاع والخطر
وتعددت الأسباب التي دفعت الطلاب إلى الانقطاع عن دراستهم، إلا أن الغالبية كانت مرتبطة بالخوف على حياتهم وسلامتهم، نتيجة الاعتقالات التي طالت العديد من الشباب الجامعيين. هذا الوضع جعل الأهالي يخشون على أبنائهم، فيما أصبح الطلاب أنفسهم يعيشون شعوراً دائماً بالخطر.
إلى جانب ذلك، كانت هناك أسباب أخرى مثل السفر، الظروف المادية، وغيرها. وفي هذا السياق، تروي أم عبد الله من ريف إدلب الجنوبي أن ابنها تعرض للاعتقال أثناء ذهابه إلى الجامعة، وظلت سنوات تنتظر معرفة مصيره، لتكتشف بعد التحرير أنه توفي في المعتقل، لتظل قصته شاهدة على التحديات الكبيرة التي واجهها الطلاب خلال سنوات الثورة.
تأثير الانقطاع الطويل عن الدراسة
الانقطاع الطويل عن الدراسة أحدث تداعيات سلبية عدة على الطلاب. ومن أبرزها، بحسب الشهادات التي جمعناها، حرمانهم من الحصول على الشهادات التي تؤهلهم لدخول فرص عمل جيدة. كما تسبب في شعور العديد منهم بالحسرة لعدم تمكنهم من متابعة تعليمهم والتخرج في الوقت المناسب.
طريق محفوف بالتحديات
وبالرغم من زوال النظام البائد، ظهرت تحديات جديدة أمام ما يزال الطلاب، خاصة أنهم عادوا بعد سنوات طويلة ومعهم ظروفهم الشخصية والعائلية الصعبة التي تُعيق استكمال تعليمهم بشكل طبيعي كما يفعل الطلاب الآخرون.
من أبرز العقبات التي اعترضت طريقهم شعورهم بالإحراج بسبب فارق العمر بينهم وبين زملائهم في القسم، خاصة بعد انقطاع استمر لعشر سنوات أو أكثر. كما واجه بعضهم صعوبة في استرجاع المعلومات الأساسية المتعلقة بتخصصهم، نظراً لانشغالهم خلال السنوات الماضية بأمور أخرى غير الدراسة.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل بعض الطلاب مسؤوليات مضاعفة لاسيما بعد الزواج وإنجاب الأطفال، لتُضاف إلى واجباتهم الدراسية التزامات عائلية وشخصية أخرى، ليعيش الدارسون نوعاً من الضغط وتضاعف المسؤوليات.
خطوات داعمة
في ظل هذه الظروف، يحتاج الطلاب العائدون بعد سنوات من الانقطاع إلى دورات تأهيلية ومراجعات أساسية تساعدهم على استعادة المعلومات الأساسية في تخصصاتهم. كما يحتاجون إلى دعم من عائلاتهم وزملائهم، ومن زملاء عاشوا تجارب مشابهة، ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في تحديات العودة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج بعض الطلاب، خاصة المتزوجين أو الذين لديهم أطفال، إلى دعم عملي من أسرهم، مثل المساعدة في حضانة الأطفال، لتخفيف عبء المسؤوليات الأسرية وتمكينهم من التركيز على دراستهم.
إكمال التعليم: أولوية وطموح
ويبقى إكمال التعليم أولوية للعديد من الطلاب في سوريا، وهو الحلم الذي تمسكوا به رغم الظروف الصعبة. ومع توافر الفرصة الآن، يحتاج الطلاب إلى الصبر وتنظيم الوقت والمثابرة ليتمكنوا من استكمال تعليمهم ونيل الشهادات التي طالما حلموا بها.