صفحات مشبوهة تستغل أحداث حمص وتنشر أخبار كاذبة لإشعال نار الفتنة
يواصل موالو النظام البائد حملات التحريض الطائفي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد عبر استغلال الأحداث لتأجيج النعرات الطائفية، من خلال ترويج أخبار مضللة تستهدف إثارة الخوف والقلق بين أبناء الشعب السوري.
وبدا ذلك جلياً خلال الأحداث الأخيرة في مدينة حمص، إذ شهدت بلدة ديزل يوم الأحد الماضي جريمة قتل مروّعة راح ضحيتها رجل وزوجته داخل منزلهما، حيث وُجدت الزوجة وقد أُحرقت، فيما كُتبت في المكان عبارات ذات طابع طائفي، مما أثار مخاوف واسعة من محاولة استغلال الجريمة لإشعال فتنة في المنطقة.
وعقب انتشار خبر الجريمة، شهد حي المهاجرين في مدينة حمص توتراً بعدما نفذت مجموعة من عشائر بني خالد هجوماً مسلحاً على المنطقة، حيث أطلق المهاجمون النار بشكل عشوائي، واقتحموا عدداً من المنازل واعتدوا على ممتلكات تجارية، ما تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي، وتدخلت قوات الأمن الداخلي والجيش السوري لاحتواء الموقف وتهدئة الوضع، بالتزامن مع توسيع نطاق الحظر والإجراءات الأمنية.
وفي ظل هذه الظروف بدأت بعض الصفحات والأشخاص بنشر معلومات مضللة، بهدف إثارة الفوضى وتشويه الحقيقة. ومنها نشر الصور الملتقطة من موقع الجريمة التي شهدتها قرية زيدل بريف حمص والادعاء بأنها منشورة قبل عام، لتدحض منصة تأكد ذلك الادعاء، مضيفة أن الصور لم تُنشَر سابقاً.
وأشارت إلى أن نتائج البحث العكسي المتداولة أظهرت لقطات غير دقيقة شبيهة بحالات تضليل سابقة أدّت إلى انتشار معلومات خاطئة حول جرائم أخرى، وكانت منصة (تأكد) قد حذّرت حينها من الاعتماد على نتائج بحث يجريها غير المختصّين.
ومن الإدعاءات التي تم فضحها أيضاً، الادعاء المرفق بصور لثلاثة أطفال، وزُعِم أنهم من الطائفة العلوية وقضوا على يد مسلّحي عشيرة بني خالد في مدينة حمص، لتؤكد المنصة بأنه ادعاء مضلل.
وتابعت "تأكد" أن التحقق أظهر أن الصور نُشرت في شهر آب الماضي على أنها لأطفال قضوا في هجمات أخرى، ولا صلة لها بالتوترات التي شهدتها المنطقة اليوم.
وأضافت أن محافظة حمص شهدت خلال الساعات الماضية اعتداءات وعمليات حرق وتخريب، وذلك على خلفية جريمة قتل راح ضحيتها رجل وزوجته من أبناء العشائر، ما دفع السلطات الأمنية للتدخل وفرض حظر تجوّل.
وقبل أيام كشفت المنصة زيف إدعاء بأن فيديو تم تداوله يُظهر عناصر تابعة لحكومة دمشق تتعمّد دهس 3 شبّان علويين في حمص، مؤكدة أنه ادعاء مضلل، وأن البحث أظهر أن المقطع ليس من سوريا وإنما من إيران، وانتشر بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، على أنه "شجار عائلي غريب في مدينة كوهدشت بمحافظة لرستان".
وفي ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة الملحّة إلى محاربة الأشخاص والصفحات التي تنشر الأخبار المضللة، لما تسببه من نزع الشعور بالأمان والاستقرار لدى السوريين. كما تبرز أهمية دعوة كافة السوريين والجهات الإعلامية إلى الإبلاغ عن هذه المصادر الكاذبة، ومنعها من الاستمرار في بث الفوضى وتشويه الحقائق.