سوريا تفوز بلقب “دولة العام 2025” من مجلة الإيكونوميست الشهيرة
قال تقرير نشرته مجلة “الإيكونوميست” البريطانية إن سوريا هي “دولة العام 2025”، في مفاجأة فاقت التوقعات، ليس فقط لأنها تجاوزت أحد أكثر عهودها دموية، بل لأنها أظهرت بوادر تغيير سياسي واجتماعي فاقت ما جرى في دول عدة هذا العام، رغم التحديات المتواصلة.
وأكد التقرير أن المجلة لا تختار الدولة “الأكثر سعادة” أو “الأقوى نفوذًا”، بل تبحث عن البلد الذي شهد أكبر تحسن خلال العام، سواء كان ذلك اقتصاديًا أو سياسيًا أو اجتماعيًا. وفي عام اتسم بالاضطرابات، بدءًا من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتقلبة وصولًا إلى الحروب المستمرة في غزة والسودان، برزت عدة دول أظهرت تقدمًا ملحوظًا، لكن سوريا تفوقت في نهاية المطاف.
ونوّه التقرير إلى أن بداية التحول السوري كانت في كانون الأول 2024، حين أُجبر بشار الأسد، الذي حكم البلاد لعقود بدعم من إيران وروسيا، على الفرار بعد سيطرة الثوار على الحكم. وذكر أن كثيرين كانوا يخشون حينها من أن تقع البلاد في فوضى جديدة أو أن يُفرض عليها نظام إسلامي متشدد بقيادة الزعيم الجديد أحمد الشرع، الذي وُصف سابقًا بـ”الجهادي”.
لكن، شدد التقرير على أن “تلك المخاوف لم تتحقق”. فقد سمح النظام الجديد بالحريات الاجتماعية، حيث لم تُفرض قيود صارمة على النساء، كما أُعيد السماح بالموسيقى والترفيه والمشروبات الكحولية.
وأشار إلى أن الشرع فاجأ الجميع بقدرته على الحفاظ على وحدة البلاد، وبناء علاقات دبلوماسية جديدة مع الولايات المتحدة ودول الخليج.
وذكر التقرير أن العقوبات الغربية بدأت بالتخفيف تدريجيًا، ما سمح ببوادر انتعاش اقتصادي، كما عاد نحو 3 ملايين لاجئ إلى البلاد، بحسب المجلة.
وفي المقابل، لم يُخف التقرير استمرار بعض التحديات الكبيرة، مثل وقوع مجازر مروعة ارتكبتها ميليشيات محلية بحق الأقليات، وراح ضحيتها نحو ألفي شخص، إضافة إلى أسلوب الشرع “العشائري” في الحكم، ما يُبقي مستقبل البلاد في حالة هشاشة.
وفي المقارنة بين أبرز المتنافسين، أشار التقرير إلى أن الأرجنتين كانت مرشحة قوية بفضل إصلاحاتها الاقتصادية الجريئة التي قادها الرئيس خافيير ميلي، حيث انخفض التضخم من 211% في 2023 إلى نحو 30%، وتراجعت نسبة الفقر بنسبة 21 نقطة.
كما قدمت الولايات المتحدة دعمًا ماليًا بقيمة 20 مليار دولار لتجنب أزمة اقتصادية. إلا أن انتقادات وُجهت لميلي بسبب استبداده وفضائح الفساد.
رغم كل ذلك، حسمت المجلة قرارها لصالح سوريا، مُشددة على أن “الحياة لم تعد سهلة، لكنها أصبحت طبيعية نسبيًا بالنسبة لغالبية الشعب السوري، والخوف لم يعد شعورًا عامًا”، وهذا وحده كفيل بأن يجعل سوريا، بعد سنوات من الرعب والدمار، الدولة الأكثر تحسنًا في عام 2025.