
رغم فقره المدقع.. شاب من إدلب يضرب مثالاً نادراً في الأمانة
جسّد شاب سوري من محافظة إدلب واحدة من أسمى صور الأمانة والوفاء، بعدما أعاد مبلغاً ضخماً من المال والمصوغات الذهبية إلى أصحابها، رغم ضيق حاله ومعاناته من فقر شديد، ليؤكد أن القيم الأخلاقية لا تُقاس بالظروف المادية، وأن الحاجة لا تبرر خيانة الأمانة.
الأمانة رغم الفقر
تعكس هذه الحادثة معنى الصدق والنزاهة في أبهى صورها، إذ لم تمنع قسوة الحياة هذا الشاب من التمسك بمبادئه. فبينما تدفع الحاجة كثيرين إلى التنازل عن قيمهم، أثبت الشاب أن الأمانة لا تُشترى بالمال ولا تُضعفها المحن، بل تزداد قوة وسط العوز.
قصة العثور على المبلغ
وأثناء عمله في جمع المواد القابلة لإعادة الاستخدام من الحاويات في أحد شوارع مدينة إدلب، عثر الشاب على كيس أسود يحتوي على 112 ألف دولار و300 غرام من الذهب. ظنّ في البداية أن المال مزوّر، لكن ما إن تأكد من حقيقته حتى قرّر فوراً البحث عن أصحابه.
لم يكن يمتلك هاتفاً ليتواصل معهم، فأخبر والده وشقيقه وعمه بما وجد، ليكتشف لاحقاً أن هناك شخصاً أعلن عن فقدان أمواله وخصّص مكافأة لمن يعيدها. وبعد تواصل عائلته مع المالك، تمكن الشاب من تسليم المبلغ والمصوغات كاملة.
مكافأة رمزية وموقف نبيل
حين استلم صاحب المال ممتلكاته، منح الشاب مكافأة رمزية “حلواناً” تعبيراً عن امتنانه، غير أن الشاب أكد في حديث مصوّر أن “المال يذهب، أما الأمانة فتبقى، ومن يحافظ على خلقه سيجد جزاءه في الآخرة”.
دروس في الأخلاق رغم القهر
هذه القصة المؤثرة تذكّر بأن القيم الأصيلة لا تضعف أمام الفقر أو الحرمان، وأن الأمانة ليست سلوكاً عابراً بل مبدأ راسخ في الضمير الإنساني. ففي زمن تتراجع فيه الثقة وتشتدّ الحاجة، يظل أمثال هذا الشاب من إدلب مثالاً نادراً على أن النزاهة لا تُشترى، وأن الكرامة لا تُباع، حتى في أحلك الظروف.