“ردع العدوان”... فيلم وثائقي يوثق معركة التحرير الكبرى 
“ردع العدوان”... فيلم وثائقي يوثق معركة التحرير الكبرى 
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥

“ردع العدوان”... فيلم وثائقي يوثق معركة التحرير الكبرى 

شهدت غالبية المحافظات السورية عرض الفيلم الوثائقي "ردع العدوان"، وسط حضور لافت ضم نخبة من رجال الدين، والمثقفين، إلى جانب شخصيات رسمية، وجمهور واسع من مختلف شرائح المجتمع. 


العرض الذي تحوّل إلى تظاهرة وطنية، جاء ليكرّس لحظة فارقة في الوعي الجمعي للسوريين، وليُعيد سرد واحدة من أعظم المعارك في تاريخ البلاد الحديث، من خلال رواية مدعّمة بالشهادات والوثائق.


استغرق عرض الوثائقي أكثر من ساعتين، كُشف خلالهما لأول مرة عن الكواليس العسكرية والسياسية لمعركة "ردع العدوان"، التي شكّلت منعطفاً تاريخياً في مسار الثورة السورية. استعرض الفيلم تفاصيل دقيقة من لحظات التحضير والانطلاق، وصولاً إلى دخول قوات الثورة السورية إلى العاصمة دمشق في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد تحرير حلب وحماة، في مشهد يصفه كثيرون بـ"الملحمة الوطنية الكبرى".

معركة كُتبت تفاصيلها بدماء الشهداء وصبر السوريين
رصد الوثائقي الأحداث بين 27 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى لحظة سقوط نظام الأسد البائد، مسلطاً الضوء على القرار الاستراتيجي الذي اتخذته القيادة الثورية بإطلاق عملية التحرير، بعد سنوات من الاستنزاف والمعارك المتقطعة، ليشكّل الفيلم تأريخاً بصرياً لواحدة من أهم لحظات التحول في البلاد.

إنتاج وطني لرواية سورية خالصة
الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ويُعد أحد أبرز الأعمال التوثيقية التي أنتجت بعد سقوط الإرهابي الفار بشار الأسد، حيث يهدف إلى حفظ ذاكرة الثورة والانتصار، ونقلها للأجيال القادمة، ضمن رؤية وطنية تسعى إلى بناء سردية موحدة حول ما جرى، بعيداً عن التشويه أو التزوير.

رؤية فكرية توازي الانتصار العسكري
ما ميّز العرض أيضاً هو تزامنه مع النقاشات الفكرية والسياسية حول المرحلة الانتقالية، لا سيما بعد تسريب مشاهد من الفيلم تُظهر الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وهما يخطّان على سبورة بيضاء ملامح المرحلة المقبلة، في خطاب سياسي شامل، وجّه رسائل إلى الداخل السوري وإلى المجتمع الدولي، مؤكداً على قيام سوريا الجديدة على العدالة والانضباط، لا على الفوضى والانقسام.

لاقى الفيلم تفاعلاً كبيراً في الأوساط الشعبية والثقافية، واعتبره كثير من الحضور “وثيقة وطنية” تعيد الاعتبار لبطولات الثوار وتضحيات الشعب السوري، وتمنح الجمهور فهماً أعمق لما جرى خلف الكواليس، كما أسهمت بعض المشاهد المؤثرة في استحضار مشاعر الفخر، والحزن، والانتصار في آنٍ واحد.

ورأى نشطاء وباحثون أن معركة "ردع العدوان" كانت نتيجة جهود جبارة بدئها السوريون جميعاً منذ الصرخة الأولى ضد نظام الأسد البائد في عام 2011، وقدمت فيها فصائل الثورة وفعالياتها ومختلف شرائح المجتمع السوري ضروباً في التضحية والصبر والفداء للوصول للملحلة الأخيرة التي سطرت معركة التحرير، وباتت فاصلة تاريخية ليست في عمر سوريا وتاريخها بل أثرها على عموم الشرق الأوسط.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ