خلال الإضراب: شهادات تكشف معاناة المعلمين خلال سنوات الثورة
تشهد مناطق الشمال السوري حالياً إضراباً مفتوحاً عن التعليم ينفذه المعلمون احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة وعودها برفع الرواتب. ويؤكد آلاف المعلمين أن الأجور الحالية لا تلبي احتياجاتهم الأساسية، ما دفعهم إلى استمرار الإضراب حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.
وفي إطار الإضراب، نظم المعلمون وقفات احتجاجية في المدارس التي يعملون بها وأمام مديرية التربية في إدلب، رافعين لافتات تؤكد أن مطالبهم تمثل حقوقهم الأساسية وليست مجرد امتنان أو صدقة.
وأوضح المعلمون أنهم ضحوا كثيراً خلال السنوات الماضية وتحملوا ظروفاً قاسية، مستذكرين الفترة العصيبة خلال سنوات الثورة وما واجهوه من قصف ونزوح وفقدان الأحبة والممتلكات والموارد.
وفي هذا السياق، روى أحمد مرعي، مدرس لغة عربية، قصته لشبكة شام الإخبارية، مشيراً إلى أنه فقد زوجته، التي كانت تعمل مدرسة رياضيات، خلال مجزرة الأقلام التي ارتكبها النظام البائد في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2016 في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي.
وتابع مرعي أن زوجته كانت تقوم بمهنتها في إعطاء الدروس بالمدرسة في ذلك اليوم، مضيفاً أن العائلة كانت تعيش حياة مستقرة نسبياً مع أطفالهم الأربعة، متحملة ظروف الحرب القاسية. وأضاف أن البلدة تعرضت لقصف من قبل الطيران، ما أدى إلى إصابة زوجته بشظية قاتلة، كما استشهد معها مجموعة من الأطفال الذين كانوا في المدرسة.
وأضاف المرعي أنهم واجهوا صعوبات كبيرة خلال تلك السنوات بين الخوف والرعب والقلق والاضطراب النفسي، حيث كان الطيران يأتي ويقصف باستمرار، ما حرم المعلمين والطلاب من أي شعور بالاستقرار.
وأوضح أن مجرد سماع التلاميذ لصوت الطائرات كان يثير لديهم الذعر، ما كان يمنع المعلمين من إكمال الدروس، مؤكداً أن هذا الأمر تكرر عدة مرات، مما اضطرهم أحياناً إلى صرف الطلاب من المدرسة حفاظاً على سلامتهم. وأضاف أن تعطّل الدروس كان أمراًَ متكرراً ولا يمكن تصويره عبر لقاء قصير أو مقطع صوتي، لأنه شيء يُعاش في لحظته.
كما تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر معلماً يعطي درس، حيث اقتحم الطيران الجو بالقصف، وحصل ضجة. فأشار النشطاء إلى أن وسط تلك الظروف المعلمون في الشمال السوري كانوا يؤدون واجبهم ومهنتهم.
شهادة المعلم أحمد مرعي، والفيديو الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي يمثل جزءاً بسيطاً فقط من سلسلة المعاناة التي عاشها المعلمون في إدلب وريفها خلال سنوات الثورة السورية، مما يدل على ضرورة تقدير تضحيات المعلمين والعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة.