"جندلي" يرد على تصريحات وزير الثقافة: الاتفاق أُلغي في اللحظة الأخيرة
"جندلي" يرد على تصريحات وزير الثقافة: الاتفاق أُلغي في اللحظة الأخيرة
● أخبار سورية ١٠ ديسمبر ٢٠٢٥

"جندلي" يرد على تصريحات وزير الثقافة: الاتفاق أُلغي في اللحظة الأخيرة

أصدر الموسيقار السوري "مالك جندلي"، بياناً أوضح فيه موقفه من تصريحات وزير الثقافة الأخيرة حول إلغاء الجولة الموسيقية التي كان من المقرر تنظيمها تحت عنوان "سيمفونية سورية من أجل السلام"، بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير البلاد من النظام البائد.

وأكد "جندلي"، أنه لم تُغلق الأبواب في وجهه، لكن الاتفاق نفسه أُلغي في اللحظة الأخيرة، بعد أشهر من التحضير والاتفاق الواضح على برنامج الجولة الذي تضمن حفلًا في ساحة الساعة بحمص كفعالية افتتاحية، وحفلًا في المركز الثقافي بحمص، وأمسيتين في دار الأوبرا بدمشق، وهو البرنامج الذي أعدّت عليه الأوركسترا والمايسترو والبرامج الموسيقية، وبُنيت عليه جميع الرسائل الرسمية والفنية.

وذكر أن الادعاء بأن عدد العازفين لم يُحدد إلا لاحقًا أو أن الموضوع لا يمكن تحمله لوجستيًا، هو ادعاء لا يمت للواقع بصلة، مشيرًا إلى أن الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تابعة للوزارة نفسها، والوزارة كانت على دراية كاملة بعدد العازفين والآلات قبل فترة طويلة من موعد الحفل.

وأضاف أن أي اعتراض لوجستي لم يُطرح إلا في اللحظات الأخيرة، مصحوبًا بتفسيرات متبدلة تتراوح بين اللوجستي والأمني وتغيير الموعد والمكان وأشار الموسيقار إلى أن نقل الفعالية من ساحة الساعة إلى المركز الثقافي ليس مجرد تغيير مكان بسيط، إذ أن البرنامج الموسيقي لساحة الساعة كان مخصصًا لتفاعل مباشر بين الجمهور والأوركسترا، مستحضرًا مقاطع من السيمفونية مرتبطة بهتافات الثورة وشعاراتها.

أما الحفل في المركز الثقافي ودار الأوبرا فكان مخصصًا لتقديم العمل بصيغته الكاملة داخل قاعة. وبالتالي، إلغاء ساحة الساعة يعني إلغاء روح المشروع نفسه وأوضح أنه لم يقرر "عدم الحضور" من منطلق شخصي، بل كان رفضًا لمواصلة مشروع تغيّرت شروطه الأساسية قبل أقل من خمس ساعات من السفر، دون أي اتصال جدي لحل الخلافات، مؤكدًا أن احترام الاتفاقات هو احترام للطرفين وللسيادة الفنية للبلد.

ولفت إلى أن حتى هذه اللحظة لم يتلق أي اتصال من المسؤولين للاعتذار أو لتوضيح الموقف، لكنه لا يحمل عداءً لأي طرف، ويرفض أن يتحمل مسؤولية قرار لم يتخذه، ويرفض تحويل الدفاع عن الفن والجمهور إلى تهمة.

واختتم "مالك جندلي" بيانه بالتأكيد على استمرار رغبته في أن تعود موسيقاه إلى سوريا، وعلى إيمانه بأن البلاد تستحق أن تُعزف على أرضها السيمفونية السورية، مطالبًا بالحد الأدنى من المهنية والاحترام لما تم الاتفاق عليه وما يمثله هذا العمل من رسالة لسوريا وللعالم.

يذكر أن البيان جاء عقب مقابلة لوزير محمد ياسين صالح على قناة الإخبارية السورية، ذكر فيها أن نقل مكان حفل ساحة الساعة إلى مديرية الثقافة كان لأسباب لوجستية، مؤكداً في الوقت ذاته أن الموسيقار مالك جندلي قرر إلغاء الجولة بسبب عملية النقل فقط، وفق تعبيره.

وكان من المقرر أن تنطلق الجولة الموسيقية مساء الثامن من ديسمبر في ساحة الساعة الجديدة بحمص، قبل الانتقال إلى المركز الثقافي في حمص، ثم دار الأوبرا بدمشق يومي 11 و12 ديسمبر، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة السورية على منصتها الرسمية.

وتفاعل الجمهور بشكل واسع مع إلغاء الجولة، مؤكدين أن المسؤولية تقع على الجهات التي وافقت على الحفل من البداية دون دراسة لوجستية أو أمنية دقيقة، ما تسبب في ضياع جهد الأشهر التي قضتها الأوركسترا في التحضير.

في حين أشار بعض الناشطين إلى أن تجهيز المنصة للحفل الضخم يحتاج إلى مستوى احترافي غير متوافر بعد، وأن الحفل في ساحة الساعة كان محفوفًا بالمخاطر بسبب العدد الكبير للجمهور، ما كان سيعرض الحفل والفنانين لأضرار كبيرة في حال إقامته.

بينما شدد آخرون على أن موقف "مالك جندلي" كان مشرفًا منذ بداية الثورة، معتبرين أنه من الأفضل عدم إلغاء الحفل بهذه الطريقة مع ضمان الحفاظ على سلامة الجمهور والفرقة الموسيقية، مؤكدين احترامهم لكل ما قدمه الموسيقار للفن ولسوريا.

وكان قال عضو مجلس الإفتاء الأعلى ومفتي محافظة حمص الشيخ "سهل جنيد"، في منشور له مؤخرًا إن "إلغاء فعالية أوركسترا في ساحة تحمل ذاكرة الدم والدمع هو احترام للدماء التي رفعت هذه البلاد ووفاء لأهالي وذوي الشهداء  أو قل هو طاعة للرحمن أولاً وآخرا".

وأضاف "لقد كانت مطالب الناس واضحة أن لا تُحمَّل ساحة الألم والكرامة والتحدي ما لا يليق بها وأن تُصان رمزية الشهادة من أي توظيف خارج إطارها الشرعي والوطني الشهداء كرامتهم أمانةٌ في أعناقنا ودماؤهم آيةٌ من آيات الله لا تُكرَّم بالمعازف"، وفق نص المنشور.

وكانت شهدت جولة الموسيقار مالك جندلي في سوريا، التي كان مخططًا لها أن تتضمن عروضًا في حمص ودمشق، تباينًا في الروايات حول أسباب إلغاء حفل ساحة الساعة الذي كان من المقرر أن يشكّل الافتتاح الرسمي للجولة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ