جمعية عطاء تنفذ مشروع لتعزيز إنتاج القمح ودعم المزارعين في سهل الروج بإدلب
يُعدّ النشاط الزراعي من أبرز الأنشطة الاقتصادية في محافظة إدلب، ويشكّل مصدر رزق لآلاف الأسر. غير أنّ الزراعة، كغيرها من القطاعات، تعرّضت لعقبات كبيرة خلال سنوات الثورة، إذ تأثرت بالقصف والنزوح وظروف أخرى غير ملائمة.
لذلك تسعى بعض المنظمات الإنسانية حالياً إلى دعم هذا القطاع وتمكين المزارعين من ممارسة نشاطهم الزراعي، من بينها جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية التي تنفّذ مشروع زراعي في سهل الروج بريف إدلب الغربي.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، قال صفوان الحايك، مدير المشاريع الزراعية، إن المشروع انطلق في الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ومن المقرّر أن يستمر حتى 31 كانون الثاني عام 2026.
ويؤكد الحايك أن المشروع يهدف إلى دعم سلسلة قيمة القمح عبر توفير المدخلات الزراعية الأساسية للمزارعين، وهي قسائم نقدية لدعمهم ببذار القمح والأسمدة، إلى جانب 100 لتر من الوقود و50 دولاراً لمبيدات متنوعة فطرية وحشرية، إضافةً إلى تدريبات مدارس المزارعين الحقلية، وإجراء تحليل التربة.
وتابع الحايك أن عدد المستهدفين الإجمالي من المشروع يبلغ حوالي 360 مزارعاً، أما بالنسبة لمدارس المزارعين الحقلية، فسيكون هناك 125 مزارعاً سيتم إجراء تحليل التربة لهم. وأوضح أن الهدف الرئيسي من المشروع هو زيادة إنتاجية القمح ودعم صغار مزارعيه في سهل الروج.
وأردف الحايك أن الفوائد التي يقدمها المشروع للمجتمع المحلي تتمثل في الدعم، خاصة في ظل قلة الدعم خلال الفترة الحالية لمواجهة التغيرات المناخية وضعف الإنتاج. كما أن الظروف الاقتصادية المتأثرة بالتغيرات في سوريا أدت إلى هشاشة كبيرة، مما جعل الفلاحين يعانون. ويسعى المشروع من خلال هذه المبادرة إلى التخفيف من معاناة المزارعين.
وأوضح أن ما تحقق من المشروع حتى الآن يشمل اختيار المزارعين وتوزيع القسائم بقيمة 200 دولار لكل مزارع، بالإضافة إلى إجراء تدريبات تقنية. كما تم التمهيد لتوزيع الوقود مع بداية العام القادم.
وأشار السيد صفوان خلال حديثه إلى أن الواقع الزراعي تأثر بالحرب، بالإضافة إلى التغير المناخي الشديد الذي أدى إلى ضعف الإنتاج، حيث انخفض الإنتاج بنسبة تجاوزت 50% خلال العام الماضي، والذي كان الأسوأ في تاريخ إنتاج القمح.
وأردف أن الواقع الزراعي يعاني من هشاشة من الناحية المناخية والاقتصادية، إضافةً إلى ضعف الموارد والإمكانات والأصول الزراعية، وضعف قدرات الفلاح، مما يستدعي ضرورة التدخل لدعمه.
وفي ختام حديثه، ذكر أن سبب اختيار منطقة سهل الروج لتنفيذ المشروع يعود إلى توفر مصادر مياه الري، وخصوبة الأرض، وانتشار زراعة القمح، إضافةً إلى وجود رغبة حقيقية لدى المزارعين بالعمل، منوها إلى أن هذه العوامل تساعد على الإنتاج، وهو الهدف الرئيسي للمشروع.