تهنئات عربية ودولية لسوريا في الذكرى الأولى لعيد التحرير
قدمت عدد من الدول العربية والمسؤولين الغربيين، التهاني للشعب السوري والدولة السورية الجديدة، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب السوري في إعادة بناء دولته.
وقدمت سفارة دولة قطر في دمشق التهنئة إلى سوريا قيادةً وشعباً بمناسبة عيد التحرير، معبّرة في منشور عبر منصة (X) عن مشاعر الود والدعم، بقولها: "مبارك من القلب إلى سوريا التي كانت وتبقى في القلب، سوريا التي فرحت في مثل هذا اليوم وأفرحت العرب والمسلمين وأحرار العالم جميعاً بحريتها وخلاصها، لتبدأ عهد التعافي والبناء". وأضافت السفارة أنها تتشرف بتقديم التهنئة للشعب السوري والحكومة السورية في هذه المناسبة العظيمة، داعية الله أن يحفظ سوريا ويديم عليها وعلى قطر الأمن والسلام والاستقرار.
كما أعربت وزارة الخارجية التركية عن تهانيها للشعب السوري بمناسبة عيد التحرير، مؤكدة في بيان صدر اليوم أن أنقرة ستواصل "بأقوى شكل ممكن" دعم الجهود الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في سوريا.
وقالت الخارجية التركية: "نهنئ من قلوبنا الشعب السوري وهو يحتفل بيوم حريته"، مشيرة إلى أن الحكومة السورية الجديدة انتهجت خلال العام الماضي سياسة خارجية تتسم بالحكمة والسلام رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها. وأضاف البيان أن سوريا تتخذ خطوات ثابتة نحو استعادة مكانتها المرموقة دولياً، مجدداً التأكيد على استمرار الدعم التركي لهذه المسيرة.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور عبر منصة (X) إن "عاماً مضى على انهيار نظام بشار الأسد، وانتهاء جحيم سجن صيدنايا"، مؤكداً أن تلك اللحظة يجب أن تمثل "نقطة اللاعودة". وأضاف: "سوريا لم تعد قادرة على العيش في ظل الخوف والتعسف… العدالة للضحايا والأمن للشعب السوري".
كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في منشور عبر منصة (X)، أن السوريين يتخذون بعد عام من سقوط نظام الأسد خطوات نحو مستقبل أكثر استقراراً وشمولاً، مشدداً على وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب سوريا ودعمه لمسار سياسي يقوده السوريون، ويرتكز على العدالة والمصالحة وحقوق جميع المواطنين. وأشار كوستا إلى أن تحديات كثيرة ما تزال قائمة، متعهداً باستمرار الحوار السياسي والدعم الإنساني العاجل والمساهمة في إعادة إعمار سوريا.
وأعربت المملكة الأردنية الهاشمية اليوم عن تهانيها للجمهورية العربية السورية. وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية في منشور عبر منصاتها الرسمية: "نهنئ الجمهورية العربية السورية الشقيقة بالذكرى الأولى لعيد التحرير".
وفي السياق نفسه، وجّه السفير الأردني في دمشق، د. سفيان القضاة، رسالة تهنئة أكد فيها "أسمى آيات التهاني والتبريكات للجمهورية العربية السورية الشقيقة"، متمنياً أن تعود هذه المناسبة "على سوريا قيادةً وشعباً وحكومةً بمزيد من الأمن والاستقرار والتقدم"، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين "راسخة ومتينة".
كما جدّدت سفارة دولة قطر في دمشق تهانيها لسوريا، معتبرةً أن "سوريا كانت وتبقى في القلب"، ومؤكدة أن هذا اليوم الذي شهد التحرير "أفرح العرب والمسلمين وأحرار العالم"، وأنه يمهّد لعهدٍ من التعافي والبناء. وأضافت السفارة أنها تتشرّف بتقديم التهنئة للحكومة والشعب السوريين، راجيةً دوام الأمن والاستقرار للبلدين.
وتلقى الرئيس أحمد الشرع برقيتي تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة عيد التحرير. وأعرب الملك سلمان في برقيته عن "أصدق التهاني وأطيب التمنيات بدوام الصحة والسعادة للرئيس الشرع، وللحكومة والشعب السوري مزيداً من الأمن والاستقرار".
وأكد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين ورغبة المملكة في تعزيزها في مختلف المجالات. كما قدّم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تهنئة مماثلة، تمنى فيها للرئيس الشرع موفور الصحة، وللشعب السوري دوام الاستقرار والازدهار.
وفي الإطار ذاته، قدّم سفير إيطاليا في سوريا، ستيفانو رافانيان، تهنئة عبر منشور على منصة (X)، أكد فيها دعم بلاده لسوريا في مسار التعافي الاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة "من خلال المشاركة الفعالة لجميع مكوناتها"، مشيراً إلى أن الذكرى الأولى لعيد التحرير تمثل محطة مهمة نحو مستقبل أكثر استقراراً.
بهذه الرسائل المتتابعة، تتوسع دائرة التفاعل الدولي مع الذكرى الأولى لعيد التحرير، في مشهد يعكس عودة سوريا المتدرجة إلى محيطها العربي والدولي، والاهتمام الدولي بمسارها السياسي والاقتصادي في مرحلة ما بعد سقوط النظام المخلوع.
وكان قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد شكّل نهاية لعقود طويلة من القمع، مؤكداً أن التغيير السياسي في سوريا فتح نافذة حقيقية لإعادة بناء المجتمعات التي أنهكتها الانقسامات والحرب.
وفي بيان صدر مساء الأحد، أشار غوتيريش إلى صمود الشعب السوري على مدى السنوات الماضية، قائلاً: "يوافق اليوم مرور عام على سقوط حكومة الأسد ونهاية عقود من القمع.. أقدّر صمود وشجاعة الشعب السوري الذي لم يفقد الأمل رغم المصاعب التي لا تُوصف".
وأوضح غوتيريش أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة لبناء وطن "تتاح فيه لكل سوري حياة آمنة ومتساوية وكريمة بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي"، مؤكداً التزام الأمم المتحدة الكامل بالعمل مع السوريين لضمان نجاح المرحلة الانتقالية واستكمال متطلباتها السياسية والمؤسساتية.
وأضاف الأمين العام أن العام الماضي أثبت أن "التغيير الهادف ممكن عندما يُمكَّن السوريون ويُدعمون لإدارة مرحلتهم الانتقالية بأنفسهم"، مشدداً على أهمية تمكين المجتمع المدني وتوسيع مشاركته في صياغة مستقبل البلاد.
وأكد غوتيريش أن العمل المتواصل على إرساء آليات العدالة الانتقالية سيُسهِم في بناء سوريا شاملة وخاضعة للمساءلة، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم قوي ومتواصل للمرحلة الانتقالية التي يقودها السوريون ويملكونها بالكامل.
ويُصادف يوم الثامن من كانون الأول ذكرى سقوط نظام الأسد المخلوع ودخول فصائل غرفة عمليات "ردع العدوان" إلى العاصمة دمشق بعد فراره أمام التقدّم السريع الذي أنهى عقوداً من القمع والهيمنة الأمنية وحكم العائلة.
يمثّل عيد التحرير في سوريا محطة وطنية فارقة تستعيد فيها البلاد لحظة التحوّل الكبرى التي أنهت مرحلة القمع والحرب وفتحت الباب أمام بناء دولة جديدة قائمة على الوحدة والعدالة، ويحمل هذا العيد رمزية عميقة لدى السوريين، فهو استعادة لكرامتهم الجمعية وتأكيد لحقهم في مستقبل يصنعونه بإرادتهم بعيداً عن منظومة الخوف التي فرضها نظام الأسد البائد لعقود.