تل أبيب تكشف اتصالات أمنية مع دمشق… وموقف سوري حاسم: الجولان خارج أي نقاش
كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن اتصالات أمنية غير معلنة جرت خلال الأشهر الماضية بين تل أبيب ودمشق بوساطة أميركية، موضحاً أن هذه المحادثات تركز على بحث ترتيبات أمنية محتملة على الحدود الشمالية، وذلك وفق ما نقلته صحيفة "معاريف" العبرية.
اجتماع مغلق في الكنيست: إسرائيل تشترط حرية الحركة العسكرية
وخلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قال ساعر إن إسرائيل "ترغب في دراسة إمكانية اتفاق محدود"، لكنه شدد على أن أي ترتيبات يجب أن تضمن أمن إسرائيل وحرية عمل جيشها قرب الحدود، مؤكداً أن السيطرة الإسرائيلية على نقاط استراتيجية — وعلى رأسها قمة جبل الشيخ — تعتبر شرطاً لا يمكن التفاوض بشأنه.
وأشار إلى أن قمة جبل الشيخ تُعد موقعاً حيوياً في منظومة الإنذار والردع الإسرائيلية وتشرف على سوريا ولبنان.
سياسة إسرائيلية ثابتة: منع أي تغييرات تقيد العمليات
وأفادت مصادر حضرت الاجتماع أن تصريحات ساعر تعكس توجهاً سياسياً وأمنياً واضحاً: إسرائيل لن تقبل بأي تغييرات إقليمية تحدّ من قدرتها على مواجهة التهديدات القادمة من سوريا أو من الميليشيات الموالية لإيران في الجنوب السوري.
واشنطن تدير محادثات خفض التصعيد
وبحسب "معاريف"، تجري الولايات المتحدة منذ أشهر محادثات هادئة بين الطرفين بهدف خفض التوتر على الحدود، ودفعهما نحو ترتيبات أمنية محدودة، وتشمل المقترحات الأميركية "تقليص وجود القوات السورية الثقيلة قرب الحدود مقابل خفض وتيرة الضربات الإسرائيلية داخل سوريا.
لكن الصحيفة نقلت عن مصادر إسرائيلية أن الاتصالات لا تزال في مرحلة أولية جداً ولا توجد أي مؤشرات على اقتراب اتفاق.
دمشق ترد: المحادثات تقنية ولا تشمل الجولان المحتل
في المقابل، أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن المحادثات التي جرت بين الطرفين كانت تحت إشراف مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتركز حصراً على معالجة المخاوف الأمنية، مشدداً على أن دمشق ملتزمة بالمسار السلمي والدبلوماسي.
وأوضح علبي أن "ملف الجولان غير مطروح، لا من قريب ولا من بعيد"، مؤكداً أن الأراضي المحتلة ليست جزءاً من هذا المسار.
الخارجية السورية: لا تنازل عن الجولان مهما كانت الظروف
كما جددت وزارة الخارجية السورية موقفها الثابت، مؤكدة أن أي تواصل تقني أو أمني لا يعني ـ بأي شكل من الأشكال ـ تنازلاً عن الجولان المحتل، وأن استعادته الكاملة حق سيادي غير قابل للمساومة.
وكانت أعربت الجمهورية العربية السورية، في بيان، عن شكرها العميق وامتنانها للدول التي تبنت وصوتت لصالح قرار “الجولان السوري” الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ الثالث من ديسمبر 2025، موضحة أن التصويت الموسع يعكس احترام تلك الدول للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويؤكد موقفها الثابت من رفض الاحتلال وعدم جواز اكتساب الأراضي بالقوة.
وأكدت دمشق أن انخراط الجمهورية العربية السورية في محادثات جادة تتعلق بالقضايا التقنية التي تمس أمن المنطقة واستقرارها لا يعني على الإطلاق تنازلها عن أي شبر من أراضي الجولان السوري المحتل، معتبرة أن التصويت الدولي الواسع يشكل تأكيدًا إضافيًا على عدالة الموقف السوري ووضوحه.