تفجير مسجد حمص… توقيت حساس وأسئلة مفتوحة حول الجهة المنفذة
تفجير مسجد حمص… توقيت حساس وأسئلة مفتوحة حول الجهة المنفذة
● أخبار سورية ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٥

تفجير مسجد حمص… توقيت حساس وأسئلة مفتوحة حول الجهة المنفذة

فتح التفجير الذي استهدف أحد المساجد في مدينة حمص بابًا واسعًا من التساؤلات حول الجهة التي تقف خلفه، ولا سيما أنه وقع في توقيت بالغ الحساسية تتقاطع فيه الاعتبارات الأمنية مع تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي في سوريا.

وتناول تقرير نشره موقع “الجزيرة نت” هذا الحدث من زاوية تحليلية، معتبرًا أن التفجير لا يمكن النظر إليه كحادث أمني معزول، بل كرسالة تحمل أبعادًا تتجاوز المكان والزمان، خاصة في مدينة مثل حمص التي تمتلك تركيبة طائفية دقيقة وتاريخًا مثقلًا بالتوترات خلال سنوات الصراع.

ووفق التقرير، يرى المحلل السياسي السوري حمزة المحيميد أن حمص تحمل رمزية خاصة في الجغرافيا السورية، الأمر الذي يجعل أي حادث أمني فيها قابلًا للاستثمار السياسي أو الطائفي، أكثر من كونه مجرد عمل عدائي مباشر.

ويحذر المحيميد من محاولات توظيف الحادث لضرب السلم الأهلي بين الأحياء السنية والعلوية، في لحظة تتطلب أعلى درجات الحذر.

وفي الجانب الرسمي، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار الذي وقع في مسجد بحي وادي الذهب إلى ثمانية شهداء و18 مصابًا، بينما وصفت وزارة الداخلية السورية التفجير بأنه “عمل إرهابي” دون توجيه الاتهام لأي جهة حتى الآن، كما لم تتبنَّ أي جهة المسؤولية. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الانفجار نجم عن عبوات ناسفة وُضعت في زاوية مكتظة بالمصلين، ما ضاعف من حجم الخسائر البشرية.

وطرح التقرير، استنادًا إلى تصريحات المحيميد، ثلاثة مسارات رئيسية للاشتباه بضلوعها في العملية، تشمل بقايا النظام البائد، وتنظيم الدولة الإسلامية، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

ورغم ذلك، دعا المحيميد إلى التريث وعدم إطلاق أحكام نهائية قبل صدور نتائج التحقيقات. وأوضح أن طبيعة التفجير لا تتطابق مع أسلوب تنظيم الدولة الذي يعتمد غالبًا على الهجمات الانتحارية ضد مواقع أمنية، كما أن نشاطه في الفترة الأخيرة يتركز في مناطق مثل دير الزور، بعيدًا عن دور العبادة المكتظة بالمدنيين.

وفي المقابل، رجّح المحيميد ضلوع حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، مستندًا إلى ما اعتبره سجلًا لعمليات استهدفت مدارس ومشافي ومساجد في الشمال السوري باستخدام عبوات ناسفة.

ويرى أن التفجير يخدم هدفًا واضحًا يتمثل في إشعال فتنة طائفية داخل حمص، وضرب الثقة بين المجتمع المحلي والدولة، بما يفتح الباب أمام حالة من عدم الاستقرار وخلط الأوراق.

وأشار التقرير إلى أن توقيت التفجير يعزز هذه الشبهات، إذ يأتي قبيل احتفالات رأس السنة، وفي ظل اقتراب انتهاء المهلة المرتبطة باتفاق العاشر من آذار مع “قسد”، فضلًا عن ما وصفه المحيميد بتقارب يجري بين “قسد” وفلول النظام في الساحل السوري.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن التحقيق في حادثة من هذا النوع معقد بطبيعته، خاصة إذا كان المنفذ قد اندس بين المصلين وغادر المكان وسط الازدحام. ومع ذلك، أعرب المحيميد عن ثقته بقدرة الجهات المختصة على كشف الحقيقة، معتبرًا أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسؤوليات وكشف الفاعلين

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ