تفاقم الوضع الصحي في مبنى الأحداث بسجن رومية يثير القلق
أفادت لجنة أهالي السجناء في لبنان بتطورات صحية خطيرة داخل مبنى الأحداث في سجن رومية، حيث تم عزل عدة حالات بين السجناء، بعضهم في حالة حرجة، مع تسجيل حالات يظهر عليها بصاق دموي. ونقلت بعض الحالات إلى مركز خاص بمرضى السل نتيجة تدهور وضعهم الصحي بشكل حاد ومقلق.
وفي هذا السياق، طالبت اللجنة الجهات المعنية بـ"ضرورة توضيح حقيقة ما يجري داخل المبنى"، لا سيما أسباب تفشي المرض بين السجناء، بعد ورود معلومات تفيد بأن عدد الحالات التي ظهرت عليها الأعراض بلغ 36 حالة، من بينها 13 حالة في النظارة رقم 4، وهي نفس النظارة التي شهدت وفاة سجينين خلال أسبوع واحد.
كما لفتت اللجنة النظر إلى الوضع الخطير للمصابين بأمراض جلدية داخل السجن، حيث بلغت حالتهم مراحل متقدمة وحرجة. وأكدت الصور التي تصلها حجم المعاناة، مشيرة إلى أن الأعراض أصبحت واضحة للعيان. ويُرجح أن تكون المياه الملوثة داخل السجن أحد أبرز أسباب انتشار هذه الأمراض بسرعة.
ورغم التحفظ على ذكر أسماء السجناء المرضى حفاظاً على خصوصيتهم، أكدت اللجنة ضرورة إصدار بيان توضيحي عاجل يكشف الحقائق، ويحدد الإجراءات الطبية والوقائية المتخذة للحد من هذه الكارثة الصحية وضمان سلامة السجناء.
وسبق أن أطلق موقوفون سوريون في سجن رومية اللبناني نداءات استغاثة عاجلة بعد تسجيل وفيات وإصابات يُشتبه بمرض السل، محذرين من تفشٍّ وبائي محتمل في ظل الاكتظاظ والإهمال الصحي.
ووفقاً للمناشدات، سُجّلت ثاني حالة وفاة خلال أيام بعد وفاة السجين محمود الحكيم، فيما ظهرت أعراض المرض على نحو 20 سجيناً، ونُقل أربعة آخرون في حالات حرجة.
وأكد السجناء أن نقل الموقوفين جماعياً إلى المحاكم واختلاطهم بين المباني دون اتخاذ إجراءات وقائية يزيد من خطورة الوضع الصحي.
وحذّر الموقوفون من تحول السجن إلى "قنبلة صحية موقوتة"، مطالبين بتدخل طبي عاجل يشمل الفحوصات، العلاج، والعزل الصحي، فيما أشار أحدهم إلى أن عدد الوفيات في 2025 وصل إلى 44 وفاة نتيجة سوء الرعاية، مع استمرار تحويل الحالات الخطرة إلى السجن التأديبي.
ويحتجز سجن رومية نحو ألفي سجين سوري، بينهم 190 معتقلاً على خلفية الثورة السورية، في حين يضم السجن أكثر من أربعة آلاف سجين ويعاني اكتظاظاً شديداً، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية