تفاعل واسع بعد تداول فيديو عنف تجاه أطفال… ودعوات لتعزيز إجراءات الحماية
تفاعل واسع بعد تداول فيديو عنف تجاه أطفال… ودعوات لتعزيز إجراءات الحماية
● أخبار سورية ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٥

تفاعل واسع بعد تداول فيديو عنف تجاه أطفال… ودعوات لتعزيز إجراءات الحماية

تداولت منصّات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أباً يضرب أطفاله الأربعة بعصا وبشكل عنيف في منطقة سيدي مقداد، فيما تُسمَع صرخاتهم من شدّة الخوف والألم. وقد أثار المقطع موجة غضب واسعة، ترافقَت مع دعوات لمحاسبة الأب وتعزيز إجراءات حماية الأطفال من العنف الأسري.

تكرار حوادث العنف
تتكرّر مثل هذه الحوادث على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقبل فترة انتشر مقطع فيديو يُظهر طفلاً يتيماً قيل إنه يعيش في حماة مع عمّه، وهو يتعرّض للضرب المبرّح والشتم. وبدت في المقطع آثار دماء تسيل من أنف الطفل، بينما تجاهل المعتدي صراخه وتوسّلاته، من دون اكتراث للتبعات الجسدية والنفسية والمعنوية التي قد تُخلّفها هذه الممارسات.

فسارع ناشطون إلى التدخل الفوري، حيث نشروا الفيديو على نطاق واسع، ووجّهوا مناشدات للجهات المعنية، مطالبين بمحاسبة المعتدي، فكانت الاستجابة سريعة وتم القبض عليه، ويُظهر انتشار هذه المقاطع وجود حالات متعددة من العنف ضد الأطفال في سوريا، ما يطرح ضرورة المتابعة من الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات المناسبة وفق الأصول.

مفاهيم موروثة تشرّع العنف
لا يزال بعض الأهالي يعتبر أن الضرب وسيلة “فعّالة” في التربية، مستندين إلى موروث شعبي مفاده: “نحن انضربنا ولم يصبنا مكروه”، إلا أن هذا النمط من التفكير يُغفل الآثار النفسية العميقة التي قد تتركها هذه الممارسات على الطفل، والتي تتراوح بين الخوف الدائم، فقدان الشعور بالأمان، وكره الأهل، فضلاً عن تكوين شخصية مهزوزة يصعب عليها الثقة بالآخرين أو الدفاع عن نفسها.

وغالباً ما يكون الجهل وقلة الوعي الحقوقي والديني من أبرز العوامل الداعمة لهذا السلوك، إذ تُحرّم الشريعة الإسلامية ضرب الأطفال بطرق مهينة، وتدعو إلى التربية بالرحمة والموعظة الحسنة، بينما تُظهر بعض الحالات أن الجناة يفتقرون إلى أبسط معايير التعليم أو الثقافة.

الخلافات الزوجية.. والأطفال هم الضحية
في عدد من الحالات التي تم توثيقها، تبيّن أن بعض مقاطع تعنيف الأطفال صُوّرت عمداً كوسيلة ضغط أو انتقام بين الأزواج، لا سيما في حالات الانفصال أو النزاع على الحضانة. حيث يعمد الأب، في بعض الوقائع، إلى تصوير فيديوهات ضرب لأطفاله بهدف إرسالها إلى زوجته، لدفعها إلى التراجع عن قراراتها، أو التنازل عن حقوقها، أو إثارة مشاعر الذنب والندم لديها.

وفي سياق مشابه، اشتكت عدد من النساء من قيام الأزواج السابقين بتعنيف الأطفال فقط بهدف إيذائهن نفسياً، مما يسلّط الضوء على غياب منظومة الحماية الاجتماعية والقانونية للأسرة والطفولة.

يلعب العامل المادي دوراً رئيسياً في زيادة معدلات العنف داخل بعض الأسر. فالفقر والبطالة وشحّ الموارد يدفع بعض الآباء إلى تفريغ توترهم في أفراد عائلاتهم، لتتحول البيئة المنزلية إلى دائرة عنف دائمة، يتعرض فيها الأطفال لأشدّ أشكال العقاب البدني لأتفه الأسباب.

آثار نفسية وجسدية خطيرة
لا تقتصر تداعيات العنف على اللحظة الآنية فحسب، بل يمتد أثره ليُهدّد حاضر الطفل ومستقبله. إذ يفقد الطفل ثقته بنفسه، ويعيش في حالة دائمة من القلق والخوف، ويصبح أكثر عرضة للتنمّر أو الاستغلال. وفي الحالات القصوى، قد تخلّف الضربات آثاراً جسدية بالغة تصل إلى الإعاقات الدائمة.

تحاول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام المحلية والناشطون تسليط الضوء على هذه القضايا باستمرار، عبر إطلاق مبادرات توعوية وتقديم جلسات دعم نفسي وتدريب للأهالي، ضمن مشاريع الحماية المجتمعية التي تُعنى بالطفل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ