تعدد اللغات وأثره على الطلاب: نحو تميز أكاديمي ومهني وفرص أوسع
يشكّل التنوع اللغوي عنصراً أساسياً في تكوين الطالب الطامح إلى التميز والابتكار والتفوق. فامتلاك أكثر من لغة ليس مجرد تعلم مفردات جديدة، بل هو توسع في طرق التفكير وأساليب الفهم، وبوابة للمعرفة التي تنتجها ثقافات متعددة وتجارب إنسانية مختلفة.
تعلم اللغات يفتح ٱفاق المعرفة
ومع كل لغة جديدة يتسع العالم أمام الطالب، وتتطور قدرته على التعلم والبحث والتحليل في فضاء معرفي لا تحده لغة واحدة. كما تزداد أمامه فرص المستقبل، سواء في متابعة الدراسة أو دخول سوق العمل، إضافة إلى الانفتاح على مجتمعات جديدة تتيح له التعلم والتجربة وبناء مسار شخصي ومهني أكثر ثراء واستقراراً.
اللغة بوابة النجاة في المنفى
خلال سنوات الثورة وما رافقها من موجات النزوح الواسعة، اكتشف السوريون بعمق أبعاداً جديدة لأهمية اللغات الأجنبية. فقد دفعتهم الظروف إلى مغادرة البلاد والاستقرار في دول مثل تركيا، وبلدان الاتحاد الأوروبي، والسويد، وألمانيا، وفرنسا وغيرها من الدول التي استقبلت اللاجئين.
هناك، لم تكن اللغة مجرد أداة تواصل، بل تحولت إلى جسر أساسي لعبور الحياة اليومية، وفهم المجتمع، واستكمال الدراسة، والدخول إلى سوق العمل. ومع تمسّكهم بلغتهم الأم بوصفها جزءاً راسخاً من هويتهم الثقافية، أدرك كثيرون أن إتقان لغة إضافية لم يعد خياراً ثانوياً، بل ضرورة وجودية لضمان الاندماج وبناء مستقبل مستقر في أوطانهم الجديدة.
تحديات تعلم لغة إضافية
قد يواجه الطالب أثناء تعلم لغة جديدة مجموعة من التحديات، مثل محدودية الموارد، وضيق الوقت، والضغوط الاقتصادية. إلا أن هذه العقبات يمكن تجاوزها بالإرادة ودعم الأهل، من خلال توفير المواد التعليمية المناسبة، وتشجيع الطالب باستمرار.
كما يمكن للطالب تنظيم وقته وتقسيم مهامه اليومية وتحديد مواعيدها والالتزام بها، ما يمكنه من إنجاز واجباته التعليمية دون أن يتراجع في دراسته، في الوقت ذاته يحقق تقدم في اللغة الجديدة التي ينوي تعلمها.
دور الأهالي في تعزيز تعلم اللغات
يقع على عاتق الأهل مسؤولية أساسية في تشجيع أبنائهم على تعلم اللغات الأجنبية، لا سيما أن الدعم الأسري يعزز ثقة الطالب بنفسه، ويسهّل عليه مسار التعلم ويزيد من فعاليته.
ويتمثل دور العائلة بتوفير بيئة داعمة ومحفزة. ويشمل ذلك تزويدهم بالكتب والمراجع المناسبة، وتشجيع استخدام الوسائل التعليمية الحديثة كمنصات التواصل التي بإمكان الشخص أن يجد فيها ما يريد من معلومات ومعارف، والحديث معهم بشكل متكرر عن أهمية اللغات في توسيع آفاقهم الأكاديمية والمهنية.
يشكّل تعلم اللغات الأجنبية وسيلة مهمة لتوسيع آفاق الطالب الثقافية والمعرفية، ويمنحه فرصاً أفضل في التعليم والعمل. وبدعم الأهل مع تنظيم الوقت، يمكن للطالب التغلب على التحديات واستثمار هذه المهارة بشكل فعّال في حياته الدراسية والمستقبلية.