
تصعيد إسرائيلي جديد.. مقتل 6 عسكريين سوريين واستشهاد مدني في القنيطرة
قُتل ستة عناصر من وزارة الدفاع السورية، أمس الثلاثاء، جراء استهدافهم بطائرات مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدينة الكسوة بريف دمشق، بحسب ما أوردته قناة "الإخبارية السورية".
وفي القنيطرة، استشهد الشاب رامي أحمد غانم فجر الثلاثاء بعد استهداف منزله في بلدة طرنجة بطائرة مسيّرة إسرائيلية، حيث أدى القصف إلى مقتله على الفور وتشويه جسده بشكل كامل. وأفاد مراسل تلفزيون سوريا أن الأنباء الأولية تحدثت عن عملية قنص قبل أن يتبين لاحقاً أن الضربة نُفذت بواسطة مسيّرة.
بالتزامن مع القصف، توغلت قوات الاحتلال في بلدة سويسة بريف القنيطرة الجنوبي بعد منتصف الليل، حيث أطلقت النيران بشكل عشوائي لترهيب الأهالي وإجبارهم على البقاء داخل منازلهم. كما اعتقلت شاباً يُدعى ضرار الجريان واقتادته إلى موقع عسكري في تل الأحمر.
صباح الثلاثاء، انسحبت قوات الاحتلال من تل باط الوردة الواقع أقصى جنوبي ريف دمشق الغربي بعد أن سيطرت عليه يوم الاثنين الماضي، بعملية عسكرية شاركت فيها 11 عربة وأكثر من 60 جندياً. وأكدت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية طالبت الأهالي بإرسال ممثلين للتحدث معها، لكن سرعان ما أطلقت الرصاص عليهم وأجبرتهم على الانسحاب.
يتمتع الموقع بأهمية استراتيجية لكونه يكشف مساحات واسعة من جبل الشيخ وأرياف دمشق الغربي والقنيطرة ودرعا، ويُعد التل الأعلى في المنطقة بعد تل حربون المجاور، ما يمنحه ميزة عسكرية كبيرة في مراقبة جنوب سوريا.
يأتي هذا التصعيد في وقت أكد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن قوات الاحتلال لن تنسحب من قمة جبل الشيخ والمنطقة العازلة التي تقدمت إليها بعد سقوط نظام الأسد، مدعياً أن ذلك ضرورة لأمن الجليل والجولان المحتل.
وصدرت عدد من الإدانات العربية للتوغلات والاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، حيث شددت عدة دول على أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة.
في عمّان، أدانت وزارة الخارجية الأردنية التوغلات الإسرائيلية، مؤكدة أنها انتهاك لاتفاقية فضّ الاشتباك الموقعة عام 1974، واعتداء على سيادة دولة عربية. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة إن المملكة تقف متضامنة بشكل كامل مع سوريا، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات.
وفي الكويت، أصدرت وزارة الخارجية بياناً عبّرت فيه عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية، معتبرة أنها تمثل خرقاً لوحدة الأراضي السورية، ومؤكدة وقوف الكويت إلى جانب دمشق ودعمها لإجراءاتها الرامية إلى الحفاظ على أمنها واستقرارها.
أما في الرياض، فقد أدان مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التوغلات الإسرائيلية وتدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا، مجدداً دعم المملكة الكامل للحكومة السورية في الحفاظ على السلم الأهلي ووحدة الدولة. ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي بيروت، جدد الرئيس اللبناني جوزاف عون موقف بلاده الداعم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، خلال لقائه وفداً أمريكياً ضم أعضاء من الكونغرس والمبعوث الخاص إلى سوريا. وأكد عون أن هناك إرادة مشتركة لبناء أفضل العلاقات بين البلدين، مشدداً على استعداد لبنان لمعالجة الملفات الثنائية بروح التعاون وحسن الجوار.
وتعكس هذه المواقف حجم القلق العربي من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وتؤكد التزام الدول العربية بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وحرصها على استقرار المنطقة وفق مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.