
تركة "حزب الله" في سوريا... معامل مخدرات ومصانع دولارات مزوّرة على حدود لبنان
تمكنت قوى أمن الحدود السورية من اكتشاف شبكة كبيرة للمصانع والمعامل المهجورة في قرية حاويك التابعة لمدينة القصير في ريف حمص الغربي، الواقعة على الحدود السورية مع لبنان، حيث كانت هذه المعامل تصنع المخدرات، بما في ذلك حبوب الكبتاغون والحشيش، بالإضافة إلى تزوير العملات الأجنبية. وأكدت قوى الأمن أن هذه المصانع كانت تستخدم كقنوات لتهريب المخدرات إلى دول الجوار، ومنها إلى مناطق أخرى.
المنطقة الحدودية الخاضعة سابقًا لـ "حزب الله"
كانت المنطقة الحدودية، الواقعة بالقرب من محافظة بعلبك اللبنانية، خاضعة حتى وقت قريب لسيطرة "حزب الله" اللبناني، الذي كان يشرف على تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود. وبعد طرد الحزب من المنطقة في وقت سابق من الشهر الحالي، تولت السلطات السورية مهمة تفكيك هذه الشبكة وبدأ الجيش اللبناني في إحكام سيطرته على المنطقة.
العثور على مختبرات تصنيع المخدرات
خلال حملة تمشيط واسعة، عثرت قوى الأمن على مختبر لصناعة المخدرات في تل مرتفع في منطقة جبلية مهجورة في قرية حاويك. داخل المستودعات المظلمة، كانت هناك معدات وآلات ضخمة، بما في ذلك خزانات ضخمة تحتوي على المواد الأولية التي تستخدم في تصنيع حبوب الكبتاغون، بالإضافة إلى خزانات خشبية وأكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق تحتوي على مادة الحشيش.
وأكد الرائد نديم مدخنة، مدير أمن الحدود في محافظة حمص، في حديثه لوكالة "الشرق الأوسط"، أن المنطقة كانت تُستخدم كممر لتهريب المخدرات والأنشطة غير القانونية، حيث كانت تحت سيطرة "حزب الله" والنظام السابق، مشيرًا إلى أن القوات السورية عثرت على حوالي 15 مصنعًا لإنتاج المخدرات، بالإضافة إلى مطبعة لسك الدولار المزيف.
التنسيق بين الجيش السوري واللبناني
وأشار مدخنة إلى أن عمليات مداهمة المنطقة شملت أيضًا القرى المحاذية للبنان، مثل حاويك وجرماش، حيث جرت اشتباكات مع فلول النظام السابق وعناصر "حزب الله" وتجار المخدرات. وفي سياق الحملة، تم العثور على وثائق تثبت تورط بعض العائلات اللبنانية في هذه الأنشطة غير القانونية. وأوضح أن التعاون بين الجيش اللبناني والجيش السوري في ضبط الحدود مستمر، حيث بدأ الجيش اللبناني لأول مرة منذ 14 عامًا الانتشار في هذه المنطقة.
تجارة المخدرات والأسلحة
وتقدر الأمم المتحدة أن قيمة تجارة المخدرات في سوريا، وخاصة حبوب الكبتاغون، بلغت حوالي 6 مليارات دولار حتى نهاية عام 2024، حيث يتم تهريب المخدرات بشكل رئيسي إلى العراق والأردن، ومن ثم إلى دول الخليج العربي.
وأشار الرائد مدخنة إلى أن المناطق الحدودية كانت تستخدم كطريق لتهريب عناصر النظام السابق بعد سقوطه إلى لبنان، وهو ما يوضح التعاون المستمر بين "حزب الله" وهذه العناصر في تجارة المخدرات.
الحملة الأمنية لتعزيز الاستقرار وحماية الحدود
ختم الرائد مدخنة بالحديث عن خطة أمنية شاملة لضبط الحدود، مؤكدًا أن الهدف من هذه الحملة هو حماية المواطنين السوريين من كافة المخاطر الناتجة عن عمليات التهريب والمخدرات، وضمان استقرار المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان.