التحدي والنجاح: دراسة المرأة المتزوجة والأم في ظل الثورة السورية
التحدي والنجاح: دراسة المرأة المتزوجة والأم في ظل الثورة السورية
● أخبار سورية ٧ أكتوبر ٢٠٢٥

بين التحدي والنجاح: دراسة المرأة المتزوجة والأم في ظل الظروف الراهنة

عادة تختار العديد من الشابات الزواج خلال فترة الدراسة، مما يُحمّلهن أعباءً إضافية؛ فتصبح الطالبة مسؤولة عن الزوج، والمنزل، والأطفال، وربما عن عائلة الزوج أيضًا، إلى جانب التزاماتها الدراسية ومسؤولياتها الجامعية.

وخلال سنوات الثورة السورية، تكررت هذه الحالة مع عدد من الشابات، خاصة أن الكثير من العائلات منعت بناتها من الذهاب إلى الجامعات الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام البائد، خوفاً عليهن من الاعتقال. نتيجة لذلك، اضطرت العديد منهن إلى ترك الدراسة، ومن بينهن من اختارت الزواج كخطوة في حياتها. 

عودة إلى الجامعة مع مسؤوليات مضاعفة

ومع تحرير مدينة إدلب من سيطرة الأسد في عام 2015، وافتتاح "جامعة إدلب الحرة"، وظهور معاهد وجامعات في مناطق مثل أعزاز وإدلب وغيرها من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام البائد، عاد الأمل من جديد للشابات اللواتي توقفت دراستهن سابقاً.

لقد شكّلت هذه الجامعات والمعاهد نافذة أمام تلك الشابات لاستكمال تعليمهن، إلا أنهن في الوقت ذاته تحملن مهام مضاعفة بين متطلبات الحياة الجامعية ومسؤوليات الأسرة. ومع ذلك، تابعن رحلتهن التعليمية من جديد بعزيمة وإصرار.

الطالبات المتزوجات: تحديات ودراسة

تروي مريم، خريجة أدب عربي من جامعة إدلب، واحدة من الشابات التي عاشت تجربة الزواج مع الدراسة، مؤكدة أنها تحمّلت تحديات كبيرة، قائلة: "في أحد الامتحانات، كنت حاملاً في فترة الوحام، وكنت أستفرغ كثيراً، أشعر بالدوار، وأجد صعوبة كبيرة في التركيز على الدراسة".

تضيف فاطمة، خريجة أدب إنجليزي من جامعة إدلب، أن المسؤولية تصبح متعبة جداً، خاصة عندما تكون لدى السيدة واجبات تجاه الزوج وواجبات تجاه الأبناء، وفي الوقت نفسه واجبات الامتحان وحلقات البحث.

وتتابع قائلة إنه في إحدى المرات، حان موعد أحد الامتحانات، وكانت قد أنجبت طفلتها الأولى قبل أسبوعين فقط، ومع ذلك اضطرت للسفر من قريتها إلى إدلب لتقديم الامتحان، وكان زوجها برفقتها طوال الوقت.

دور دعم الزوج والعائلة في نجاح الجامعيات

تؤكد الشابات اللواتي عشن هذه التجربة أن دعم الزوج أمر ضروري، إذ يساعدها على اجتياز هذه المرحلة ومتابعة دراستها بنجاح. أما إذا كان الزوج لا يقدّر تعبها ولا يقدم الدعم، فإن المسؤولية تصبح صعبة جداً، وقد تدفعها أحياناً للتفكير في ترك الجامعة والتخلي عن الدراسة.

كما يلعب دعم العائلة دوراً مهماً في نجاح الجامعيات، خاصة عندما تتولى والدة الزوج أو والدة الزوجة رعاية الأطفال أثناء غياب الأم للذهاب إلى الجامعة. فعندما تعتني بالأطفال، تطعمهم، وتساعد الأم الجامعية في الأعمال المنزلية، يساهم ذلك في تخفيف الأعباء اليومية عنها.

عشرات الشابات السوريات عشن تجربة الجمع بين الدراسة والزواج خلال سنوات الثورة، وواجهن أعباءً مضاعفة بين واجبات الأسرة ومسؤوليات الدراسة. إلا أنهن، بفضل إرادتهن ودعم أزواجهن، وقدرتهن على التوفيق بين هذه المهام، تمكنّ من اجتياز هذه المرحلة بنجاح وإكمال تعليمهن.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ