بدو السويداء بين القتل والتهجير القسري.. شهادة عاطف الريان تكشف فظائع الميليشيات
بدو السويداء بين القتل والتهجير القسري.. شهادة عاطف الريان تكشف فظائع الميليشيات
● أخبار سورية ١٦ ديسمبر ٢٠٢٥

بدو السويداء بين القتل والتهجير القسري.. شهادة عاطف الريان تكشف فظائع الميليشيات

كشفت شهادات ميدانية تعرض مئات العائلات من بدو محافظة السويداء لانتهاكات خطيرة ارتكبتها ميليشيات خارجة عن القانون قبل عدة أشهر، حيث أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، وخسروا مصادر رزقهم وممتلكاتهم، إضافة إلى فقدان أفراد من عائلاتهم بطرق وُصفت بالمرعبة، ليجدوا أنفسهم اليوم يعانون مرارة النزوح وألم الابتعاد عن ديارهم.

روى الشاب عاطف الريان، 37 عامًا، أحد بدو السويداء، تفاصيل مأساوية عن فقدانه ابنه علي البالغ من العمر ثلاث سنوات، وزوجته نبال موسى، اللذين قُتلا في 17 حزيران/يونيو الماضي، قبل أن يُجبر على النزوح قسرًا من أرضه عقب اندلاع أعمال عنف خطيرة، مؤكدًا في تسجيل مصور بثته منصة “جعفر توك” أن ميليشيات درزية أجبرته على مغادرة المنطقة بالقوة.

أوضح الريان أن الميليشيات هاجمتهم ومنحتهم مهلة ساعتين فقط لمغادرة السويداء، معلنة صراحة رفضها بقاء أي بدوي أو سني في المنطقة، وعند سؤالهم عن الجهة التي أصدرت القرار، قالوا إن “الهجري” هو من أمر بذلك، ما دفعه للبحث سريعًا عن سيارة للفرار بأطفاله، إلا أن إطلاق النار بدأ بعد ربع ساعة فقط، قبل أن يكتشف لاحقًا أن ابنه قُطع رأسه، وأن زوجته قُتلت بدم بارد.

ذكر عاطف أن الميليشيات المسلحة اعتقلته مع ابنه إيوان وعدد من البدو، واحتجزتهم داخل أحد المساجد، في وقت كانت فيه ابنته روان تتلقى العلاج في مشفى شهبا بعد إصابتها بطلق ناري، وأضاف أنهم أُبلغوا لاحقًا بأن الهلال الأحمر سيجليهم، إلا أنه أصر على دفن زوجته وابنه قبل المغادرة.

سرد الريان أنه تسلّم جثة زوجته فقط، بينما أنكرت الميليشيات وجود جثة طفله، رغم علمه بأن الطفل كان مع والدته، مؤكدًا أنهم سخروا من مأساته عبر منشورات على فيسبوك، ظهر فيها طفل يُخرج من بئر ماء مع الادعاء أنه ابنه، في مشهد زاد من قسوة الجريمة وألم الفقد.

وأشار الريان إلى أنه يعيش اليوم مع طفليه في مأوى بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، جرى تجهيزه من قبل الحكومة السورية لاستقبالهم مع عائلات بدوية أخرى نزحت قسرًا من السويداء، وسط ظروف إنسانية صعبة ومعاناة نفسية عميقة.

وعبّر عاطف عن ألمه الشديد من تغير مواقف أشخاص في السويداء كان يعتبرهم أهله وإخوته، مؤكدًا أن بعض من كان يراهم رموزًا للاحترام والإنسانية حملوا السلاح ضدهم، متمنيًا أن ينال كل من تسبب بمأساته وقتل زوجته وطفله جزاءه العادل وفق القانون.

سلطت قصة عاطف الريان الضوء على جزء يسير من سلسلة انتهاكات واسعة ارتكبتها ميليشيات خارجة عن القانون، شملت قتل المدنيين الأبرياء، ونهب الممتلكات، وتدمير وحرق المنازل، وسط مطالبات متزايدة من الضحايا والمتضررين بمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ