سوريا
سوريا
● أخبار سورية ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥

بتهم تتعلق بإثارة النعرات .. تحفّظ أمني على الصحفي "إياد شربجي" في دمشق

أفادت رابطة الصحفيين السوريين بأن قوى الأمن السورية تحفّظت، الأحد، على الصحفي إياد شربجي في العاصمة دمشق، بعد استجوابه من قبل إدارة الأمن الجنائي، بانتظار صدور قرار من رئيس النيابة المختصة بجرائم المعلوماتية، وذلك على خلفية دعوى قضائية رفعت ضده في وقت سابق تتعلق بتصريحات أثارت موجة من الجدل.

دعوى قضائية تتهم شربجي بالتحقير وإثارة النعرات
جاء التحفّظ على شربجي إثر تصريحات إعلامية دعا فيها إلى "معالجة جيل الألفية الذي نشأ في إدلب"، وهو ما اعتبره البعض إساءة مباشرة، في حين أكد شربجي لاحقًا أن حديثه أُسيء فهمه وأُخرج من سياقه الحقيقي، موضحًا أن قصده كان تسليط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية التي نشأ فيها جيل الحرب، وليس التهجم على أهالي إدلب.

وبحسب المعطيات، فإن المحامي رشيد عبد الجليل تقدم بدعوى ضد شربجي، بالإضافة إلى الممثل جلال شموط، تتهمهما بـ"القدح والذم، وإثارة النعرات الطائفية، وتهديد الوحدة الوطنية"، معتبرًا أن تصريحات شربجي تشكل "تطاولًا غير مبرر" على شريحة واسعة من السوريين، وفق نص الدعوى التي طالبت بإحالته إلى إدارة الأمن الجنائي وتحريك الدعوى العامة بحقه.

شربجي ينفي الاتهامات ويشيد بهامش الحرية في سوريا
في منشور عبر "فيسبوك"، نفى شربجي ارتكاب أي خطأ قانوني أو أخلاقي، مؤكدًا احترامه لأهالي إدلب، وتمسكه بخطاب إعلامي متزن يتفهم تعقيدات الواقع السوري، لافتًا إلى أن التصريحات التي أطلقها كانت في إطار الحديث عن معالجة جيل الحرب، وليس إساءة لأي مكون سوري. 


وكان شربجي قد شارك مؤخرًا في برنامج "على الطاولة" على قناة الإخبارية السورية، وأشاد بهامش الحرية المتاح في سوريا بعد عودته من الولايات المتحدة لحضور الذكرى الأولى لتحرير سوريا.

رابطة الصحفيين: لا لملاحقة الصحفيين بسبب آرائهم
جدّدت رابطة الصحفيين السوريين دعوتها إلى حماية حرية التعبير، ومنع ملاحقة الصحفيين بسبب آرائهم المهنية، مؤكدة أن أي مساءلة يجب أن تخضع لمعايير قانونية واضحة تنسجم مع الدستور والمواثيق الدولية، دون الخلط بين الرأي العام وخطاب الكراهية أو التحريض.

النقابة تتحرك قانونيًا ضد عدد من الشخصيات الإعلامية
وفي السياق ذاته، أكد نقيب المحامين في سوريا، محمد علي الطويل، أنه كلّف في 23 تشرين الثاني المحامي رشيد عبد الجليل برفع دعوى قضائية بحق إياد شربجي والممثل جلال شموط، إضافة إلى شخصيات إعلامية أخرى مثل وئام وهاب، غادة الشعراني، أغنيس مريم الصليب، غسان بن جدو، حكمت الهجري، ماهر شرف الدين، ونضال معلوف، على خلفية ما وصفه بـ"الإساءة لأمن الدولة أو رموزها".

وقال الطويل إن النقابة تتحرك ليس فقط بصفتها هيئة قانونية بل أيضًا "كمواطنين وثوار"، في مواجهة أي تطاول على الدولة، بحسب تعبيره، وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي توضيح رسمي بشأن مصير شربجي القانوني، وسط ترقّب لما ستقرره النيابة المختصة بعد دراسة ملف الدعوى المرفوعة ضده.

جدل واسع بعد توقيف شربجي في دمشق على خلفية دعوى بتهمة إثارة النعرات
وأعرب عدد من الصحفيين والنشطاء السوريين عن استنكارهم لتوقيف الصحفي إياد شربجي، مطالبين بالإفراج الفوري عنه، وحماية حرية التعبير في البلاد.

وقال الصحفي السوري علي عيد عبر صفحته في "فيسبوك": "أطالب بإنهاء توقيف الزميل إياد شربجي فوراً وبدون شروط، فهذا التوقيف يمثل أداة لكبح حرية التعبير المشروعة، ولا يجوز لأي دعوى أو بلاغ شخصي أن يكون مبررًا لحجز حرية أي صحفي أو ناشط بسبب موقفه السياسي".

كيلاني: المجرمون طلقاء وصاحب الرأي خلف القضبان
بدوره، وجّه المحامي الحقوقي والناشط السوري المعتصم الكيلاني انتقادات لاذعة لتوقيف شربجي، قائلاً: "لا تقلقوا، العدالة بخير... المجرمون طلقاء مرفوعو الرأس، بينما يوضع صاحب الرأي في السجن... الرسالة واضحة: من يقتل أو ينهب حرّ، ومن يتكلم يُعتقل".

ديوب: من الشاشة إلى الاعتقال... والتهم جاهزة
في السياق نفسه، عبّر الصحفي عمار ديوب عن تضامنه مع شربجي، مشيراً إلى أن مشاركته الأخيرة على قناة "الإخبارية السورية" لا علاقة لها بتوقيفه، بل إن التهمة المعتادة، وهي "إثارة النعرات الطائفية"، أعيد تفعيلها مجددًا، تمامًا كما كانت تستخدم ضد معتقلي الرأي في فترات سابقة.

ياسين: اعتقال إياد انتكاسة لحرية التعبير
واعتبرت الصحفية السورية إيلاف ياسين أن توقيف شربجي يمثل انتكاسة خطيرة لمكتسبات "دولة الثورة"، قائلة في منشور: "بغض النظر عن الموقف من آرائه، فإن اعتقال الصحفيين تحت غطاء الحق الشخصي، دون حماية مؤسسية لحرية التعبير، هو تراجع عن وعود الإصلاح... إياد شربجي عاد إلى سوريا وأشاد بهامش الحرية، فكيف يُعتقل بعد أيام؟ هذا توقيف سياسي يرتدي لباساً شخصياً، ويضرب أساسات الدولة الجديدة كما تفعل داعش وقسد وغيرها ممن يسعون لهدم كل بناء صحي".

انقسام بين توصيف قانوني وسياسي للتوقيف
في المقابل، رأى آخرون أن ما جرى لا يرتبط بمواقف شربجي الشخصية، بل هو إجراء جنائي بحت في إطار قانوني، موضحين أن شربجي لم يُستدعَ، بل حضر طوعاً إلى الأمن الجنائي، وتم التحفّظ عليه لحين صدور قرار النيابة المختصة.

ويُعرف عن الصحفي إياد شربجي تبنّيه مواقف ناقدة للسلطة في سوريا، ورفضه لما يسميها "الصبغة الدينية" التي طغت على مؤسسات الدولة في مراحل سابقة. وكان من أبرز المؤسسين لرابطة الصحفيين السوريين عام 2012، كما شارك في إطلاق الموقع الإخباري التثقيفي "السوري الجديد" عام 2015، وتولى رئاسة تحريره، وفق ما ورد في موقع "الذاكرة السورية".

وسبق لشربجي أن ترأس تحرير مجلة "شبابلك"، التي تأسست عام 2004، واستمر في إدارتها حتى عام 2009، حين أعلن تعليق صدورها نتيجة مضايقات أمنية متكررة، شملت منع نشر عدة أعداد من المجلة من قبل نظام الأسد البائد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ