انقلاب معضاد خير على مليشيات الهجري يشعل مواجهة داخلية ويدفع عائلته لإعلان البراءة
انقلاب معضاد خير على مليشيات الهجري يشعل مواجهة داخلية ويدفع عائلته لإعلان البراءة
● أخبار سورية ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥

انقلاب معضاد خير على مليشيات الهجري يشعل مواجهة داخلية ويدفع عائلته لإعلان البراءة

أعلنت عائلة آل خير في قرية ملح بمحافظة السويداء عبر بيان خطي متداول، براءتها الكاملة والمطلقة من معضاد خير، مؤكدة أن ما صدر عنه من تصرفات أو مواقف أو منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لا يمثلها ولا يعبر عن قيمها أو عن نسيج الجبل الاجتماعي، وشددت العائلة في بيانها على أنها جزء أصيل من مكونات الجبل، ملتزمة بعاداته وقيمه وموقفه العام، ومتمسكة بما وصفته بالثوابت المعروفة.

وأوضح البيان، الذي صيغ بلغة اجتماعية حادة، أن العائلة تتبرأ من أي إساءة أو خطاب أو سلوك صدر عن معضاد خير بحق أي شخص أو جهة، وأكد التزامها المطلق بموقف الجبل وأهله، مع تأييدها الصريح لموقف الشيخ حكمت الهجري، واستنكارها لأي إساءة طالت الشيخ أو طائفة الموحدين الدروز، معتبرة أن أي خروج عن هذا الاصطفاف يُعد خيانة تستوجب المساءلة.

كما أعلن البيان مقاطعة العائلة الكاملة لأي شخص يتواصل مع معضاد خير أو يسعى لتسهيل أموره أو مساعدته، محذرًا من أن مثل هذا السلوك سيُواجه بالمحاسبة، في حين أشار إلى أن معضاد يقيم خارج البلاد منذ مدة طويلة، وأن العائلة حاولت إعادته إلى “جادة الصواب” دون جدوى، قبل أن تختم بالتأكيد على مبدأ تحميل المسؤولية للفرد دون العائلة.

وأتى هذا البيان، في سياق بالغ الحساسية، مرتبط بالتحولات الحادة في موقف معضاد خير نفسه، الذي كان منذ أحداث السويداء في تموز الماضي واحدًا من أبرز الأصوات الإعلامية الداعمة لمليشيات الهجري، حيث لمع اسمه على منصات التواصل الاجتماعي بوصفه “بطلاً قوميًا” في نظر تلك المجموعات، ودافع عنها بكل السبل، وهاجم الجيش السوري والدولة السورية والشعب السوري، ووجّه اتهامات بالإرهاب وارتكاب مجازر، منسجمًا بالكامل مع خطاب الهجري ومطالبه التصعيدية، بما في ذلك الدعوة إلى الانفصال.

وخلال تلك المرحلة، كان معضاد يقيم في دولة الإمارات، غير أن نشاطه السياسي العلني، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة، اصطدم بالقوانين المحلية التي تحظر أي نشاط سياسي على أراضيها، ما أدى إلى إلغاء إقامته، واضطراره لمغادرة البلاد والتوجه إلى لبنان، حيث واصل من هناك هجومه على الدولة السورية والشعب السوري، واستمر في الدفاع عن الهجري ومليشياته بالحدة ذاتها.

وفي لبنان، دخل معضاد خير في أزمة قانونية معقدة، بعد رفع دعاوى ضده من قبل شخصيات غير معروفة، بتهم لم يُكشف عنها، إلا أن محيطه كان يتحدث عن تهديد حقيقي بالسجن أو الترحيل إلى سوريا. وفي محاولة للخروج من هذا المأزق، تواصل مع قادة مليشيات الهجري الذين كان حتى وقت قريب من أشد المدافعين عنهم، ومن بينهم ماهر شرف الدين، طالبًا الدعم والمساندة.

غير أن الرد، بحسب ما نُقل، جاء صادمًا له، إذ تنصلت تلك القيادات من قضيته بشكل كامل، وأبلغته بعدم قدرتها على مساعدته، مقدمة له ما وُصفت بحلول شكلية وساذجة، تمثلت في اقتراح فبركة صور باستخدام الذكاء الاصطناعي تُظهره وكأنه غادر لبنان ووصل إلى أوروبا أو بلغاريا أو حتى روسيا، ثم الاختفاء عن الأنظار لفترة، في محاولة للتغطية على أزمته دون أي تدخل فعلي.

هذا التخلي، شكّل نقطة الانكسار الأساسية في علاقة معضاد خير بمليشيات الهجري، إذ لجأ بعدها إلى التواصل مع سليمان عبدالباقي، مدير مديرية الأمن في السويداء وأحد أبناء المحافظة المعروفين بموقفهم المناهض لتلك المليشيات، والذي تدخل وساعده على حل مشكلته وتجاوز محنته في لبنان.

عقب ذلك مباشرة، انقلب معضاد خير بشكل كامل على الهجري ومليشياته، وبدأ بنشر مراسلات وتسجيلات صوتية ومعلومات قال إنها توثق قيام قادة تلك المليشيات باستغلال نفوذهم في الاستيلاء على المساعدات المالية والإغاثية، واستخدام هذه الأموال في ممارسات مشينة، شملت استغلال نساء وتصويرهن والنوم معهن، ما فجّر موجة صدمة وغضب داخل البيئة التي كانت تحتضنه سابقًا.

وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الانقلاب وما تبعه من تسريبات هو ما دفع الهجري وجماعته إلى التحرك سريعًا لاحتواء الضرر، عبر ممارسة ضغوط مباشرة على عائلة معضاد خير لإصدار بيان البراءة العلني، في محاولة لعزله اجتماعيًا، وتطويق تداعيات ما كشفه، ومنع انتقال الأزمة إلى داخل النسيج الأهلي في الجبل.

ويعكس هذا المسار، وفق متابعين، هشاشة الولاءات داخل مشهد السويداء، حيث يتحول بعض النشطاء من أدوات دعائية إلى خصوم خطرين بمجرد تبدل المصالح، فيما تتحول البيانات العائلية إلى أدوات لامتصاص الصدمات وحماية البنية الاجتماعية من ارتدادات صراعات باتت مكشوفة على الملأ.

ويُعرف معضاد خير بوصفه شابًا سوريًا عمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والإبداع الإعلامي، وقد برز في السنوات الماضية قبل انخراطه في الصراعات السياسية كمدير لشركة معضاد ميديا المتخصصة في التصميم والمونتاج والدعاية والتسويق، وعمل في هذه المجالات مع أكثر من شركة ومؤسسة محلية وعربية، كما اتقن التصوير وإدارة منصات التواصل الاجتماعي وتوثيق الحسابات للمشاهير، وتُظهر المصادر أنه أقام في دبي حيث أسّس مشروعه وقدم نفسه كنموذج من الشباب الطموح الساعي لخلق فرص عمل في مجالات البرمجة والتصميم والإعلام الرقمي، قبل أن تتحول شهرته لاحقًا إلى نطاق أكثر جدلاً حينما دخل في نشاطات سياسية حادة مع بداية أحداث السويداء في تموز الماضي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ