الوقفات الاحتجاجية والشهادات: إرادة السوريين في الدفاع عن حقوقهم ومحاسبة المجرمين
يؤكد السوريون في كل مناسبة وحادثة على تمسكهم بحقوقهم، مطالبين بمحاسبة بشار الأسد وحلفائه، وكل من تلطخت يداه بدماء الشعب السوري. وتشدد المبادرات التي ينفذونها بين الحين والآخر على أنهم لم ينسوا الانتهاكات التي ارتكبها المجرمون بحق أبنائهم، والتي تسببت بالمعاناة التي عاشوها طوال سنوات الثورة السورية.
وفي هذا السياق، أحيا مؤخراً أهالي مدينة الأتارب ذكرى المجزرة التي وقعت في سوق المدينة قبل ثماني سنوات، نتيجة قصف همجي من قبل قوات النظام البائد، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. وأقام سكان المنطقة قبل أيام قليلة، وقفة استذكارية تكريماً لأرواح الضحايا، وللتأكيد على مطلبهم بمحاسبة بشار الأسد وأعوانه.
كما قام أبناء حي كرم شمشم في مدينة حمص إحياءً لذكرى المجازر التي ارتكبها نظام الأسد وشبيحته خلال سنوات الثورة السورية، حيث جدّد المشاركون التأكيد على التمسك بالعدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
ولم تتوقف الجهود عند تنظيم استذكار المجازر وحملات القصف، بل حرص الأهالي على التأكيد أنهم لن يتنازلوا عن حقوق أبنائهم المعتقلين على يد نظام الأسد. وشهدت الفترات الأخيرة تنظيم وقفات متكررة لأهالي المختفين قسراً في مناطق متفرقة من سوريا.
وطالب السوريون من خلال تلك الاحتجاجات بكشف مصير أبنائهم الذين اختفوا خلال سنوات الثورة ولم يُعرف لهم أثر حتى الآن. ودعا المشاركون إلى محاسبة كل من تسبب في اعتقال أبنائهم، وتنفيذ العدالة مع جميع المتورطين في هذه الانتهاكات.
ولم تقتصر المطالب على أهالي المختفين فقط، بل حرص الناجون من انتهاكات نظام الأسد ومن سجونه على الكشف عن معاناتهم والانتهاكات التي تعرضوا لها خلف القضبان، من خلال مقابلات إعلامية أجريت معهم.
وتحدث المعتقلين سابقاً عن الجحيم الذي عاشوه وظروف الاحتجاز القاسية التي تعرضوا لها، بهدف فضح ممارسات النظام، والتأكيد على مطالبتهم بحقوقهم، ومحاسبة الأسد وأعوانه وكل المتورطين في هذه الانتهاكات.
وتتوازى الجهود الإعلامية مع شهادات الناجين ومطالب المحتجين، إذ تنشر الصفحات على منصات التواصل، بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان، الأدلة والتقارير التي تثبت تورط نظام بشار الأسد في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مع التأكيد على المطالبة بحقوق الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وتعكس المبادرات التي يقوم بها السوريون، من تنظيم الوقفات الاحتجاجية وعرض الشهادات وإجراء المقابلات وتسليط الضوء على القصص والمعاناة التي عاشوها، إرادتهم القوية في الدفاع عن حقوقهم، وتوجه رسالة حاسمة بأن الجرائم لن تُنسى ولن تمر دون مساءلة.
وتهدف هذه الجهود أيضاً إلى فضح الانتهاكات على المستويين المحلي والدولي، وعرض حجمها للضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات قانونية ودعم حقوق الضحايا. كما تؤكد على المطالبة بالعدالة والقصاص، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين على مدار أربعة عشر عاماً.