العودة المؤجلة: تحديات تجبر النازحين على البقاء في المخيمات وتحرمهم من الاستقرار في ديارهم
العودة المؤجلة: تحديات تجبر النازحين على البقاء في المخيمات وتحرمهم من الاستقرار في ديارهم
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥

العودة المؤجلة: تحديات تجبر النازحين على البقاء في المخيمات وتحرمهم من الاستقرار في ديارهم

مرّ عام كامل على سقوط نظام الأسد البائد، ورغم ذلك ما تزال آلاف العائلات تعيش في مخيمات شمال غربي سوريا، وسط ظروف معيشية قاسية ونقص حاد في الخدمات الأساسية والبنية التحتية. ويضيف فصل الشتاء معاناة جديدة، خاصة في ظل صعوبة تأمين مواد التدفئة بشكل كافي.

وتتعدد الأسباب التي تمنع الأهالي في المخيمات من العودة إلى قراهم وبلداتهم، ويأتي في مقدمتها تعرض المنازل والأحياء السكنية للدمار وسوء الأوضاع الخدمية، والحاجة لإعادة الإعمار وترميم البنى التحتية والخدمية اللازمة لعودة الحياة بشكل طبيعي.

وفي هذا السياق، يقول عمر المصطفى، أحد سكان المخيمات في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي لشبكة "شام": "بيتي مدمر بالكامل، والقرية لا تزال تعاني من ضعف حاد في الخدمات الأساسية، ففتح الصرف مكشوفة ويوجد آبار مفتوحة، كما أن المياه ليست متوفرة دائماً، ما يدفعني للبقاء في المخيم ريثما تتحسن الظروف وأتمكن من إعادة بناء منزلي".

ويؤكد عدد من النازحين الذين تحدثنا إليهم أن البقاء في المخيم والعودة كلاهما لديه سلبيات، إلا أن  العودة إلى الديار أصعب بكثير من البقاء في المخيمات، مشيرين إلى أن الرجوع لا يقتصر على تأمين المنزل فقط، بل يشمل أيضاً إعادة الخدمات الأساسية للقرية، وتحسين الأوضاع الخدمية، بما في ذلك توفير الإنارة والمياه وغيرها من مقومات الحياة الضرورية.

ويشير محمد العمر، مدرس لغة عربية يقيم في مخيمات مشهد روحين لشبكة "شام"، إلى أن هناك عائلات في المخيم لا تملك حتى ثمن أجرة نقل أغراضها إلى قراها، فكيف تستطيع هذه العائلات بناء منزل وبدء حياة جديدة من الصفر؟ مضيفاً أن العودة لا تقتصر على توفر المساكن فحسب، بل تتطلب أيضاً وجود فرص عمل، فمصادر الرزق تشكّل أساس معيشة الأسرة.

ويتابع العمر أن العودة صعبة جداً خصوصاً بالنسبة للشخص الذي لا يمتلك مصدر رزق أو مهنة يمكنه العمل بها في القرية، سواء في مجالات مثل النجارة والحدادة والخياطة، أو شهادة تعليمية تؤهله للعمل في المدارس أو المؤسسات المتاحة. هؤلاء الفئات يضطرون للبقاء في المخيمات، رغم ظروفها القاسية ونقص الخدمات الأساسية.

ويظل النازحون يسمعون وعوداً متكررة من الجهات الرسمية بالعمل على مشاريع لتحسين واقع الحياة والخدمات، وإتاحة العودة الآمنة والكريمة إلى قراهم وبلداتهم التي اضطروا لمغادرتها قبل سنوات بسبب القصف الممنهج من قبل قوات الأسد، فيما يترقبون تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ