الشهداء أحياء في ذاكرة السوريين: تضحيات عظيمة صنعت الحرية والنصر
الشهداء أحياء في ذاكرة السوريين: تضحيات عظيمة صنعت الحرية والنصر
● أخبار سورية ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥

الشهداء أحياء في ذاكرة السوريين: تضحيات عظيمة صنعت الحرية والنصر

تترافق ذكريات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل سوريا ونصرة الثورة السوريين في كل لحظات حياتهم، وفي مناسباتهم وأوقاتهم المختلفة، لتتقد في قلوبهم مشاعر الشوق إليهم، ويتجدد معها التقدير والإجلال لما قدّموه من تضحيات.

تحرير سوريا لم يكن بالأمر السهل، فقد ارتوت أراضيها بدماء الشهداء الذين وافتهم المنية بطرق مختلفة، فبعضهم فقد حياته تحت وطأة القصف الممنهج والدمار الذي حلّ بالمدن والقرى، وبعضهم توفي في المعتقلات في ظروف غامضة ضمن أبشع الانتهاكات التي طالت آلاف معارضي النظام البائد. 

وهناك من حمل السلاح بشجاعة، متجهاً إلى ساحات المعركة لمواجهة الأسد وجنوده وحلفائه دفاعاً عن الثورة والحق والعدالة. ومع ذلك، فإن رحيل الشهداء لم يضع حداً لحضورهم في قلوب السوريين، فهم ما زالوا موجودين في ذكريات الناس وفي أغلب المناسبات الوطنية والاجتماعية والعائلية. 

وعند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، نجد العديد من الأشخاص الذين يخلدون شهاداتهم، مستعرضين قصصاً إنسانية عنهم، كيف كانوا يتحدثون، كيف كانوا يضعون القضية والوطن نصب أعينهم، وكيف شكلوا قدوة في التضحيات والإصرار على الحرية.

ومع عودة السوريين إلى مدنهم وقراهم بعد التحرير، صار كل ركن وكل زاوية يذكرهم بالشهداء الذين رحلوا وبالمفقودين الذين غابوا عنهم. فالأشجار، الحارات، الأحياء، الشوارع، وحتى زوايا المنازل والحي، كانت تحمل ذكراهم ورائحتهم. حتى الطلاب الذين عادوا إلى جامعاتهم بعد انقطاع طويل، أصبحوا يستحضرون أصدقائهم في المقاعد والقاعات، فكل شبر من الجامعة كان يذكّرهم بهؤلاء الشهداء.

مع هذا الحضور الدائم في حياتنا، تتضح أهمية الشهداء وقيمتهم الحقيقية في المجتمع السوري. فقد لم تذهب تضحياتهم سدى، بل شكلوا نموذجاً للتفاني والإخلاص وحب البلاد والانتماء إليها، واستعدادهم للبذل والعطاء في سبيلها

كما أصبح الشهداء مرجعاً للأجيال الجديدة وقدوة يستمدون منها روح التضحية وحب الوطن، حتى الشخصيات الحكومية البارزة في الدولة تحرص على استذكارهم خلال الفعاليات الهامة والمناسبات الوطنية، وتقدس تضحياتهم، وتعتز بها، مؤكدين أن لجهودهم الفضل بنيل الحرية.

خلاصة القول، تحمل ذكرى الشهداء رسالة مفادها أن الحرية التي ناضل السوريون من أجلها طوال 14 عاماً لم تُسترجع بسهولة، بل دفعت مقابلها تضحيات عظيمة منها الشباب الذين بذلوا أرواحهم في سبيل سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ