الشرع يلتقي ممثلي منظمات سورية في واشنطن ويؤكد دور السوريين في إعادة الإعمار
التقى الرئيس أحمد الشرع، برفقة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، عدداً من ممثلي المنظمات السورية في العاصمة الأميركية واشنطن، وذلك ضمن برنامج اللقاءات التي يجريها خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب ما نقلته قناة الإخبارية السورية، تحدث الرئيس الشرع عن أهمية التعاون بين السوريين في دول اللجوء والاغتراب، مؤكداً أن عملية إعادة بناء الدولة تحتاج إلى مشاركة واسعة من السوريين في الداخل والخارج.
وأشار الشرع إلى أن "الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم هي فرصة نادرة يجب استثمارها"، في إشارة إلى المناخ السياسي والدبلوماسي الذي بدأ يتشكل مع التغيرات الإقليمية والدولية الأخيرة.
وشدد الرئيس الشرع على أن "سوريا بحاجة إلى جهود أبنائها أينما كانوا لإعادة إعمارها"، لافتاً إلى أن "ملف العقوبات في مراحله الأخيرة، وأن العمل مستمر من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية لإنهاء ما تبقى منها بشكل كامل".
وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مساراً توحيدياً يعيد ربط السوريين ببعضهم، ويعيد بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، معتبراً أن إعادة الإعمار لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل إعادة نسيج الحياة السورية واستعادة مؤسساتها ووحدتها.
زيارة تاريخية هي الأولى للرئيس "الشرع" إلى واشنطن
وصل الرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية، تُعد الأولى من نوعها لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، وفق ما أكدت وزارة الخارجية السورية، في خطوة تعكس تحولاً دبلوماسياً واسعاً بعد مرحلة نظام الأسد البائد وما خلّفه الإرهابي الفار بشار الأسد من عزلة سياسية خلال سنوات الحرب في سوريا.
وأعلن البيت الأبيض رسميًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلتقي الرئيس الشرع يوم الإثنين المقبل في واشنطن، حيث أوضحت السكرتيرة الصحفية كارولاين ليفيت أن اللقاء سيعقد في مقر الرئاسة الأميركية لبحث ملفات حساسة تتعلق بمستقبل العلاقات الثنائية.
وتشمل محاور الزيارة قضايا رفع ما تبقى من العقوبات عن سوريا، إضافة إلى ملفات إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب، خاصة مع استمرار خطر خلايا تنظيم الدولة "داعش" في بعض المناطق.
وأوضح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" بالبحرين أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "حدث تاريخي"، مشيراً إلى أن المباحثات ستتناول تعزيز الدعم الدولي لجهود مكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار، واستئناف مسار إعادة الإعمار.
وتأتي الزيارة بعد الخطوة الأبرز، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع اسم الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات، كما صوّت مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع قرار يقضي بشطب اسميهما من العقوبات المفروضة منذ عام 2014، في سياق الإجراءات المرتبطة بمكافحة تنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وتُعد هذه الزيارة الأولى للرئيس الشرع إلى واشنطن، والثانية له إلى الولايات المتحدة بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال أيلول/سبتمبر الماضي، ويُنظر إلى زيارة الشرع للبيت الأبيض باعتبارها محطة مفصلية يمكن أن تسهم في إعادة دمج سوريا تدريجياً في العلاقات الدولية، وفتح قنوات جديدة للتعاون في مرحلة ما بعد الحرب.