الديون والأقساط في سوريا: عبء يومي يثقل كاهل الأسر نفسياً ومادياً
الديون والأقساط في سوريا: عبء يومي يثقل كاهل الأسر نفسياً ومادياً
● أخبار سورية ٨ أكتوبر ٢٠٢٥

الديون والأقساط في سوريا: عبء يومي يثقل كاهل الأسر نفسياً ومادياً

تضطر العديد من الأسر السورية إلى شراء احتياجاتها بالدَّين، نتيجة للضغوط المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة. وقد تراكمت على الكثير من هذه العائلات ديون تنتظر من يسددها في أقرب فرصة ممكنة، حتى باتت الأقساط والديون جزءاً مؤلماً من الحياة اليومية.

الغلاء يرهق العائلات
يعود تراكم الديون على العديد من العائلات في سوريا إلى عدة عوامل اقتصادية قاسية، في مقدّمتها الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء. ويُضاف إلى ذلك ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وتدني الرواتب مقارنة بحجم متطلبات الحياة اليومية.

 كما يواجه الٱلاف صعوبة في إيجاد فرص عمل تؤمن لهم دخلاً كافياً، ما يجعل تأمين الاحتياجات الأساسية مهمة شبه مستحيلة، مما دفع الأسر إلى اللجوء إلى استدانة المال من الٱخرين، أو شراء الاحتياجات في الدين وإعطاء وعود لأصحاب المحلات بتسديدها قريباً.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعيش نحو تسعة من كل عشرة سكان في سوريا تحت خط الفقر، فيما يعاني واحد من كل أربعة أشخاص من البطالة. ورغم هذه المؤشرات الصعبة، ويرى البرنامج أن الاقتصاد السوري قد يتمكن من استعادة مستواه الذي كان عليه قبل الحرب خلال عقد من الزمان في ظلّ نمو قوي.

المقبلون على الزواج يلجأون إلى الأقساط
يلجأ العديد من الشباب المقبلين على الزواج إلى شراء احتياجات منزلهم الأساسية بالتقسيط، مثل الأجهزة الكهربائية وغيرها، ليتمكنوا من تأمين جميع مستلزمات البيت. إلا أن هذه الطريقة تفرض عليهم أعباء مالية ثقيلة منذ الأشهر الأولى من الزواج.

الديون... عبء نفسي يرهق صاحبه
لا تقف معاناة العائلات السورية عند حدود العجز عن دفع الفواتير أو سداد الأقساط، بل تمتد إلى الداخل، حيث تتسلل الديون إلى النفس وتصبح عبئاً ثقيلاً. يقول أخصائيون اجتماعيون إن كثيراً من الأسر باتت تعيش توتراً دائماً، وشعوراً بالحرج كلما قابلت أصحاب الديون أو المحلات التي تشتري منها بالدين.

الدائنون بين التعاطف والمخاطر المالية
يشير العديد من أصحاب المحلات الغذائية والصيدليات إلى أنهم يقبلون أحياناً بيع البضائع للزبائن بالدين من باب الإنسانية، مدركين الصعوبات الاقتصادية والمعيشية التي يمر بها الناس، وفي الوقت نفسه حرصاً على عدم فقدان عملائهم.

كما تحدثنا مع أشخاص خاضوا تجارب سيئة في إقراض المال، بعدما منحوا آخرين مبالغ مالية بناءً على وعود بأن يتم إعادتها قريباً. إلا أن البعض من هؤلاء اختفوا أو سافروا دون أن يعيدوا المال، ما جعل هذه التجارب محفوفة بالمخاطر، وعرضة كبيرة لخسائر قد لا تُعوَّض.

تنتظر العائلات في سوريا تحسناً حقيقياً في الأوضاع الاقتصادية، مع توفير فرص عمل ودخل يكفل تلبية احتياجاتهم الأساسية وتخفيف الضغوط المعيشية التي عاشوها طوال السنوات الماضية. يأمل الجميع أن تتحسن الظروف تدريجياً، لتتمكن الأسر من العيش بكرامة بعيداً عن عبء الديون والأقساط المستمر.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ